- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: رسم من أجل الصحة النفسية «كن سعيدا ولا تكن تعيسا»

ديانا الزين – بيروت (خاص)

أقيم الأحد الماضي في وسط بيروت، وللمرة الأولى في لبنان، حدثا هاما انتقل من كندا، أوتاوا بالتحديد، الى وسط بيروت. جيسيكا حداد تخبرنا عن الفكرة التي ابتدأها راندي صيداوي، لبناني الأصل، منذ ثلاث سنوات في أوتاوا.

كان راندي يعد مشروعا للجامعة، عندما وضع الخبر على الفايسبوك ورأى استحسانا من قبل الناس، فقرر أن يحوله الى مسألة عملية، باعتباره موضوع هام، وقد تم ذلك بمساعدة بعض الأصدقاء والمجتمع من حوله.

في ( برليامنت هيل)،  وهو مبنى حكومي في المدينة، أطلق راندي مشروعه. استمال الحدث المجتمع من مختلف الفئات العمرية ، ولمدة نهار كامل في يوم صيف كندي، أتى عديدون ليرسموا ما تعنيه لهم الصحة النفسية أو ما يريدون قوله للمجتمع عنها. استمر هذا المشروع لمدة ثلاث سنوات، وأقيمت معارض، وجمعت تبرعات للصحة النفسية، ومولت كل هذا بعض الجمعيات، منها ( يوث نيت) و ( دو ايت فور دارون)، وهي فتاة صغيرة كانت تلعب الهوكي، وانتحرت، فانتشرت قصتها وأسس والديها الجمعية من أجل التوعية على الصحة والنفسية.

الى أن قرر راندي نقل الحدث الى لبنان، والى وسط بيروت تحديداً. اعتبر أن لبنان بحاجة الى حدث هدفه التوعية، فتواصل مع بعض الأصدقاء ومنهم جيسيكا. والنشاط يقوم من دون تمويل من بلدية بيروت لكن بإذن منها.

جيسيكا حداد هي متطوعة من كندا، وأصيبت باليأس في السنة الأولى الجامعية، بسبب مراحل صعبة عانت منها. لكنها لم تلجأ الى أحد للمساعدة في التخلص من يأسها، فاستمر ذلك لمدة سنة واحدة. أصبحت صديقة لراندي من خلال صديقة مشتركة، وطلب منها راندي أن تساعده في الفريق بسبب اهتمامها بالموضوع. تعتبر جيسيكا أن الصحة النفسية مهمة للجميع والكل معني بها. وبإمكان أي شخص أن تصيبه فجأة أعراض نفسية مزعجة، لذلك تقول علينا أن نتحدث بها ولا نخفيها. علينا أن نتحلى بالشجاعة الكافية لنجد حلا لها.

تقول جيسيكا إنه على المريض أن يظل مع أشخاص يحبونه ويستمعون اليه، لأن «المساعد الوحيد لنفسك هو انت»، إضافة الى الرياضة والأكل الصحي والاهتمام الكامل بالذات. تنصح جيسيكا أن يكون المريض ضمن دائرة أشخاص يحبونه ويمدوه بالقوة. لتنهي بالقول «كن سعيدا ولا تكن تعيسا».

أما في وسط بيروت، فقد اجتمع عدد لا بأس به من الأشخاص ليرسموا عن الصحة النفسية، من الساعة الثانية عشر ظهرا حتى السادسة. ترى جيسيكا أن النشاط قد نجح من المرة الأولى، وتؤمن أن السنة القادمة سيأتي آخرون للحديث أو التعبير عما يقلقهم أو عن هواجسهم ، ليرسموا لأناس أحبوهم وعانوا ما عانوه من اليأس وما شابهه من الأمراض النفسية التي يعاني منها الكثيرون، لكن يسيئون فهمها أو الحديث عنها.