- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الفرضيات العديدة لعملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري

أحمد الزين – بيروت

بعد الزلزال الذي ضرب لبنان في 14 شباط 2005، و الذي يتفق جميع اللبنانيين انه كان ضربة قاصمة للبنان، اختلفت الاراء عمن استهدف رئيس مجلس الوزراء اللبناني الرئيس الشهد رفيق الحريري، أو كيف تمت عملية الاغتيال التي بقيت لغزاً الى يومنا هذا مع أن المحكمة الخاصة بلبنان قاربت العشرة سنوات من عمرها. وهي تدخل اليوم الثلاثاء، مراحلها النهائية، مع انطلاق جلسات على مدار 15 يوماً مخصصة للمرافعات الختامية وإصدار ادعاء في قضية الاغتيال.

هذا الاغتيال لشخصية جامعة ووطنية خلق ارضية جديدة في لبنان لصراع بمحاور مختلفة وقلب الأوراق راسا على عقب في الساحة البنانية و هذا ما يؤكده الكاتب الألماني «يورغن كولبل» صاحب كتاب «الأدلة المخفية في اغتيال الحريري» حيث ذكر إنه “وفقاً لخطة بشعة، كان اغتيال الشخص الذي يختصر لبنان (رفيق الحريري) مدبّراً ليظل محفوراً الى الأبد في أذهان اللبنانيين، ويجعل منهم أدوات لما عرف بعد ذلك بثورة الأرز”.

من أكثر المسائل التي أثارت جدلاً واسعا في في هذه العملية هي الفرضيات العديدة بشأن كيفية حصول عملية الاغتيال لأن كشف هذه الجريمة النكراء قد تعطي خيوطا تقود لمن نفذها.

بداية كانت التحاليل تشير الى عبوة زرعت تحت الارض، الا أن هذه الفرضية دُحضت بالكامل وذلك بسبب شكل الحفرة التي تظهر استحالة ان تكون المتفجرة قد زرعت تحت الارض.

ثم جاءت فرضية العبوة التي تزن الف طن في فان المتسوبيشي و التي بقيت متناولة في أروقة المحكمة حتى يومنا هذا ،مع أن العديد من التقارير العسكرية و منها الاوروبية أثبتت أن هذه الفرضية مستحيلة أيضاً مثل سابقاتها. من اهم اسباب عدم واقعية هذه الفرضية أن الحفرة التي خلفتها عملية الأغتيال هي بعرض 9×15 متراً، وبعمق 3 أمتار، ولذلك كان يجب أن يكون وزن العبوة 6 أطنان من المواد الشديدة الانفجار كي تخلف هكذا حفرة و التي تتعارض مع تقارير خبراء المحكمة الذين يؤكدون أن وزن العبوة لا تتعدى الالف طن.

النظرية أخرى عرضتها جريدة “أودناكو” الروسية حين اشارت الى صاروخ اطلق من طائرة من دون طيار. و فرضية صاروخ جو-ارض حظيت باهتمام المحقق الدولي السابق سيرج براميرتس، ووجدت صدى لها لدى بعض الخبراء التقنيين وخبراء الطب الشرعي و لكن سرعان ما اختفت الفرضية في سراديب المحكمة. و العوامل التي تدعم هذه الفرضية هي: الحرارة العالية والظاهرة من قوة اللهب التي نجمت عن الانفجار، اشتعال محيط الجريمة وتناثر قطع سيارات موكب الشهيد الحريري، تفحّم أجساد الضحايا من جهة وبقاء الجهة الأخرى سليمة، تناثر الأشلاء التي قطّعت بفعل الانفجار بشكل غريب، عدم وجود أثار لعظام محطمة أو بارزة أو جلد ممزق بعدما تسبب قوة الحرارة بيباسه وبجفاف الدماء التي سالت، ذوبان ساعة الرئيس الحريري المصنوعة من الذهب الخالص، وانصهار الفولاذ الذي صفّحت به سيارات الموكب وتدميرها بشكل كامل.
ويقول الخبراء ومحللون عسكريون أوروبيون إن  قنبلة فراغية تحدث نفس عوامل الانفجار المذكورة سابقا حسب، وهذه المتفجرات حسب مصادر موثوقة قد جربت سابقا في العراق بين عامي 2003 و 2004 لاغتيال شخصيات سياسيةا.

يفيد مصدر متابع لسير المحكمة الخاصة بلبنان أن هنالك فرضية أخرى هي ان تكون العبوة الفراغية قد وضعت في الونش الأصفر الكبير فوق موقع الجريمة و القيت على الموكب. وقد قدمت جميع الأدلة التي تثبت هذه النظرية الى المحكمة الدولية مثل سرعة المتفجرة ونوعها والاثار المتوقعة اذا القيت من اعلى الونش و تأثير قوة الجاذبية و قورنت بالحفرة التي في الموقع فكان التقارب بنسبة 97 % وهي نسبة تجعل هذه الفرضية تفوق باضعاف اية فرضية أخرى. ويتسائل المصدر عن سبب رفض المحكمة دراسة هذه الفرضية التي بقيت الدراسة في أدراج المحكمة الدولية.

وتبدو هذه الفرضية اقرب الى الواقع من فرضية الجريدة الروسية “أودناكو” التي تذكر صاروخ موجه و دقيق، فيرى المصدر أن الدراسة المقدمة الى المحكمة الدولية لا تترك مكان للشك بتفوق “نظرية الونش الأصفر”.

ختما، مما لا شك فيه أن لو أميركا واسرائيل سلمت صور الأقمار الأصطناعية التي كانت تغطي مكان الجريمة الى المحكمة الدولية لكان عمل المحكمة قد انتهى منذ زمن بعيد مع معرفة الحقيقة التي يطوق اليها اللبنانيين كاملة.