- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«حماس» تبحث عن عاصمة لمكتبها السياسي

هنية يقبل يد القرضاوي

من المؤكد أن قيادة حماس في الخارج خرجت من دمشق. ولكن من غير المؤكد أن تكون قد قررت أن تتخذ من الدوحة في قطر مركزاً لنشاطها السياسي.‬
‫خروج حماس من دمشق مرده إلى صعوبة ممارسة أي عمل أو نشاط سياسي، بسبب الثورة التي تعيشها بلاد الشام، والبحث الآن جار عن عاصمة تسمح بنشاط لأعضاء المكتب السياسي للحركة ومنطلقا لنشاطاتهم وتحركاتهم السياسية بعيداً عن أية ضغوط، ناهيك عن تأمين المسكن لعوائل المسؤولين، وكل ذلك ضمن «عقد شامل» مع سلطات هذا البلد تؤمن لها حرية نسبية وملاذاً أميناً في حال «عودة حملة التصفيات الاسرائيلية». إلى جانب خالد مشعل الذي سوف يبقى «مؤقتاً» في الدوحة كما يقول المقربون منه فإن حمد نصر سوف يبقى معه أيضاً.‬
‫كان «الإخوان في حماس يفضلون دولة من بلاد الطوق» يقول أحد المقربين من حماس، إلا أن الظروف الموضوعية اليوم لا تسمح بذلك. ويؤكد المصدر رفض الأردن بصراحة عودة من لا يحمل جواز سفر أردني، وبالنسبة لحاملي الجواز الهاشمي فإن «شرط عدم ممارسة أي نشاط سياسي» يمنع عودتهم مما يقفل باب عمان. فقط محمد نزال قبل العودة إلى الأردن ويسكن في العاصمة حاليا.‬
‫أما في لبنان فقد بات الوضع معقداً جداً رغم أن بعض قوى المعارضة حاولت «التلويح بإمكانية البحث في الموضوع»، إلا أن المكتب السياسي الذي يدرك حساسية السياسة اللبنانية يفضل عدم الغوص بـ«مستنقعها»، فقط أسامة حمدان مقيم بيروت، رغم أنه لم يعد مسؤولاً عن مكتب حماس” في لبنان، المسؤول عنه حالياً علي بركة، مع الاعتراف بأن التواصل بات أصعب في ظل إقفال «غير معلن عنه» لمكتب دمشق، ما عدا عزت الرشق الذي أبقى على منزله وعائلته في حين أنه متواجد في الخارج اليوم. ‬
‫بقاء خالد مشعل في عاصمة قطر هو «مؤقت» حسب هذه المصادر، رغم توقيع «إعلان الدوحة» مع محمود عباس في ربوع العاصمة القطرية، إلا أن البقاء فيها يحمل «العديد من الإشارات السياسية» التي يمكن أن تشكل انقساماً داخل حماس، حسب نفس هذه المصادر.‬
‫بالمقابل فإن أعضاء في مكتب حماس السياسي يمكن لهم أن يلعبوا دوراً في «بلد الطوق الوحيد المتبقي» أي مصر، وخصوصاً أنها منذ سقوط حسني مبارك باتت «المتنفس الطبيعي لقطاع غزة»، كما تصفها هذه المصادر. فنائب رئيس المكتب السياسي لحماس استقر في القاهرة. إلا أن قرار أبو مرزوق ليس فقط بسبب «جغرافيا القربى» بل يحمل دلالات سياسية كبيرة فهو من «أبرز معارضي إعلان الدوحة» ويطمح لخلافة مشعل  في رئاسة المكتب الذي سبق له وتبوءه سابقاً.‬
‫من مصر وعبر ممر رفح يوجد لحماس مدخل إلى «حماس لاند» أي القطاع حيث يمكن لأعضاء المكتب المعلن عن أسماءهم لأسباب أمنية أن يتواجدوا فيه. ومنهم اليوم محمود الزهار وخليل الحية ونزار عوض الله، وثلاثتهم يمثلون قطاع غزة في المكتب السياسي ويوجد أيضاً عماد العلمي ممثل حماس في طهران الذي عاد بعد نفي دام ٢٠ سنة، كما يوجد في غزة بالطبع إسماعيل هنية، رئيس الوزراء المقال. ‬
إن عدم انتقال القيادة بكاملها إلى غزة رغم «تسهيلات التنقل التي باتت تؤمنها لها السلطات الجديدة في مصر» تعود لأسباب متعددة منها، إلى جانب ضرورة الحذر من بطش السلطات الإسرائيلية، الخوف من إقفال باب الضفة الغربية، و«عدم الرغبة بإعلان الخروج من دمشق»، وما يعنيه الإرتباط فقط بـ«باب الخروج المصري» من ضغط سياسي محتمل عندما تستتب الأمور في بلاد النيل. أما اختيار الدوحة فهو يحمل اليوم «إشارات سياسية مثقلة» لا تستطيع الحركة تحمل وزرها في ظل الانقسام العربي الواضح بالنسبة للدور الذي تلعبه قطر في الثورات العربية وهذا الانقسام لا يطال فقط الشارع العربي بل يتعكس أيضاً على الشارع الفلسطيني وصعوداً حتى المكتب السياسي.