- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

السلطات التركية تطلب تفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول

طلبت السلطات التركية تفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول بعد أقل من أسبوع على اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي لم يظهر مجددا بعد دخوله مقرها الثلاثاء الماضي لاجراء معاملات، كما أوردت محطة “ان تي في” التركية الاثنين، وسط تقارير عن مقتله.

وقالت المحطة إن انقرة طلبت تفتيش القنصلية حيث اختفى خاشقجي، كاتب مقالات الرأي لصحيفة “واشنطن بوست”، الثلاثاء بعد دخوله مبناها.

ومساء السبت أعلن مسؤولون أتراك أن التحقيقات الأولية تفيد بأن خاشقجي البالغ 59 عاما قتل داخل القنصلية. وهو ما سارعت الرياض ونفته بشدة مؤكدة ان الصحافي الناقد غادر مبنى القنصلية.

ونقل الطلب الى السفير السعودي في انقرة الذي استدعي مرة ثانية الى مقر الخارجية التركية كما أوضحت المحطة الخاصة.

وقال مصدر في الخارجية التركية طلب عدم كشف هويته أن السفير السعودي استدعي مجددا إلى الوزارة الاحد و”تبلّغ بأننا نتوقع تعاونه التام في إطار التحقيق”. وكانت السلطات التركية استدعت السفير السعودي الأربعاء على خلفية هذه القضية.

وبدورها أعربت فرنسا عن “قلقها” بعد اختفاء خاشقجي الذي وصفته بانه “شخصية سعودية معروفة ومحترمة”، وفق المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنييس فون در مول.

وأضافت المتحدثة للصحافيين “نأمل أن تنجلي الأمور بأسرع وقت ممكن”.

وخارج مبنى القنصلية السعودية، تجمع محتجون يحملون لافتات كتب عليه “لن نغادر بدون جمال خاشقجي”، مطالبين بمعرفة ماذا حدث له.

وقالت الناشطة اليمنية توكل كرمان حائزة جائزة نوبل للسلام العام 2011 إنّ الأمر سيكون “جريمة نكراء” إذا تأكدت تقارير مقتله.

وتابعت أن “قتله بمثابة قتلنا جميعا. هذه سياسة ارهاب. ليس هناك فارق بين ارهاب الدولة والتصرفات الارهابية الأخرى”.

وخاشقجي كاتب مرموق يقيم في الولايات المتحدة، منفاه الاختياري منذ 2017، حيث يكتب مقالات رأي لصحيفة “واشنطن بوست” غالبا ما تتضمّن انتقادات للسياسة الخارجية للمملكة.

وكان توجه إلى القنصلية السعودية الثلاثاء لاجراء معاملات ادارية.

وتقول الشرطة التركية إن خاشقجي لم يغادر القنصلية. ومساء السبت أعلن مسؤولون أتراك أن التحقيقات الأولية تفيد بأنه قتل داخل القنصلية.

وسارعت الرياض لنفي هذه الرواية معتبرة أن “لا أساس لها”.

وفي مقابلة مع وكالة بلومبرغ نشرت الجمعة، أكّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنّ الصحافي ليس موجودًا في القنصلية، مبديًا استعداده للسماح للسلطات التركية بـ”تفتيش” مقرّها رغم أنّ “المبنى خاضع للسيادة السعودية (…) ليس لدينا شيء نُخفيه”.

وتابع ولي العهد السعودي في المقابلة “بحسب ما علمته، أنه دخل وخرج بعد بضع دقائق أو ساعة، لست أكيدًا”، مضيفا أنه “حريص جدا لمعرفة ما حلّ به”.

وخاشقجي مستشار حكومي سابق وجّه انتقادات لسياسة ولي العهد ولتدخل السعودية في النزاع في اليمن واختار العيش في الولايات المتحدة منذ العام الماضي لتجنب احتمال اعتقاله.

وسبق وأن شبّه ولي العهد الشاب البالغ 33 عاما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقال رأي في واشنطن بوست في تشرين الثاني/نوفمبر 2017.

وفي أول تعليق على القضية، صرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لصحافيين الاحد “أتابع الموضوع، ومهما كانت نتائج (التحقيق)، سنعلنها أمام العالم”.

وتابع “إنه صحافي أعرفه منذ زمن طويل”، معربا عن “الأسف” لكون اختفائه حصل في تركيا.

وقال اردوغان أيضا “لا أزال أنتظر وآمل (…) أسال الله ألا نواجه ما لا نرغب بحدوثه”.

والاثنين دعت صحيفة “واشنطن بوست” الإدارة الأميركية إلى مطالبة السعودية ب”أجوبة” حول اختفاء خاشقجي، كما ومعاقبة المملكة في حال عدم تعاونها.

ولكن هيثم أبو خليل المقدم المصري في تلفزيون “الشرق” في اسطنبول قال إن مؤيدي خاشقجي يتوقعون “إجراء قوياً” من اردوغان.

وطلب أبو خليل والخبير في النزاعات محمد عقدة وكلاهما صديق لخاشقجي تفسيرات من الأمير محمد بن سلمان حول اختفائه.

وقال عقدة لفرانس برس “نطالب المجتمع الدولي بالضغط على السعودية وعلى محمد بن سلمان ليقولوا لنا ما حدث بالضبط داخل القنصلية وليقولوا لنا بالتفصيل من كان ضالعاً في هذه الجريمة”.

بدأت السعودية حملة تحديث بعد تعيين الأمير محمد ولياً للعهد من بينها السماح للنساء بقيادة السيارة. لكن المملكة التي تصنفها منظمة “مراسلون بلا حدود” في المرتبة 169 من 180 في مؤشر حرية الصحافة، تتعرض لانتقادات حادة بشأن عدم السماح بالأصوات المعارضة وتوقيف العشرات وبينهم مثقفون ورجال دين.