- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

غصن في براثن القضاء الياباني

باريس – بسّام الطيارة

تم توقيف الصناعي كارلوس غصن في اليابان على خلفية تهم وجهت له بناء على معلومات من شركة «نيسان» اليابانية التي يديرها وهي «تهرب ضرائبي وإساءة استخدام لأصول الشركة».

وسرعان ما قام مدير عام الشركة «هيروتو سايكاوا» بالدعوة لمؤتمر صحافي بعد أقل من ساعتين من توقيف حامل الجنسيات الثلاث (لبناني، برازيلي وفرنسي).

هل سرق غصن الدولة اليابانية بعدم التصريح عن «نصف مدخوله» في اليابان (صرح /فقط/ بـ ٣٨ مليون دولار)! أم أن في العملية «انقلاب في الوسط الصناعي الياباني» في محاولة لـ «إما استعادة نيسان وميتسوبيشي من براثن المجموعة الفرنسية» أو «وضع اليد على المجموعة كاملة» أي العملاقين اليابانيين والعملاق الفرنسي رينو.

حسب مصدر مقرب من موظفي وزارة المال الفرنسية توجد عدة نقاط غامضة، وهو ما يفسر عدم «خلع» غصن من رئاسة مجلس إدارة رينو والاكتفاء بإعطاء صلاحيات للمدير العام «لإدارة المجموعة بغياب غصن».

يقول المصدر:

١) إن غصن يخضع لتدقيق سنوي من قبل الضرائب الفرنسية لكافة مداخيله اليابانية والفرنسية واللبنانية (مجموعة فقرا) والبرازيلية،  ويشكك بامكانية ان بكون متهرباً من الضرائب.

٢) على هذا المستوى لا يقوم غصن (مثل اي دافع ضرائب) بتعبئة ورقة الضرائب، بل يقوم بذلك مكتب متخصص يقبض نسبة مئوية مقابل هذا العمل ولربما غصن نفسه لا يعرف كم يملك بالتفصيل،

من هنا تبدو القصة أشبه بانقلاب لدفعه للخروج من الأعمال بتوافق ضمني من كلا الجهتين باريس وطوكيو. فالفرنسيون أرادوا منه ان يخرج في السنة الماضية وبقي في موقعه رغم ذلك. وتم التوافق على ينسحب من الأعمال في نهاية السنة المقبلة هذا الخروج لربما يمنعه من الحصول على “كافة” ما هو متفق عليه (يتحدثون عن عشرات الملايين تعويض ٢٢ سنة يضاف لها بونس ونسبة من شهادات ايداع).

ولكن يبدو أن هذا المخرج تم اليوم بايعاز من اليابانيين الذين يريدون التخلص من رينو أو وضع اليد عليها، من دون إعلام باريس.

وقد فوجئ الفرنسيون بعنف التعامل مع غصن وطريقة توقيفه والإعلان عنها للصحافة قبل وصول طائرته الخاصة إلى طوكيو وإحاطتها بكافة وسائل الإعلام.

كما أن ظروف توقيفه تسلط الأضواء على عنف المعاملة القضائية: توقيف احتياظي لمدة ٢٢ يوم وعدم إمكانية حضور محاميه خلال جلسات الاستجواب والتحقيق، والسماح له بمقابلة زوجته فقط ١٥ دقيقة يوميا «شرط أن يتكلم معها باللغة اليابانية» التي يجيدها قليلاً …وتجهلها زوجته!

السؤال اليوم هو هل يدافع غصن عن نفسه بقوة لسنوات عديدة أم يجد عبر مفاوضات حلا وسطيا ؟؟