- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

زلزال في في محافظة كرمنشاه غرب إيران

أصيب أكثر من 500 شخص بجروح في محافظة كرمنشاه في غرب إيران مساء الأحد إثر زلزال عنيف بلغت قوّته 6,4 درجات ولم يؤدّ بحسب التقارير الأولية إلى سقوط قتلى أو إلى حدوث أضرار في البنى والمنشآت، بحسب ما أعلنت السلطات.

وحدّد المعهد الجيوفيزيائي الإيراني مركز الزلزال على عمق سبعة كيلومترات وعلى بُعد 17 كلم جنوب غرب مدينة سربل ذهاب القريبة من الحدود مع العراق وهي منطقة تعرضت في السنوات الأخيرة مرات عدة لهزّات أرضية مدمّرة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن رئيس جامعة العلوم الطبية في كرمانشاه محمد رضا مرادي قوله إن حصيلة إصابات الزلزال ارتفعت إلى 513 شخصاً، مشيراً إلى أنّ غالبية المصابين تمّت معالجتهم ميدانياً.

وإذ أكّد مرادي “عدم ورود تقارير عن وقوع قتلى جراء الزلزال”، أوضح أنّه تم تسجيل نصف الجرحى تقريباً في مدينة سربل ذهاب (235 مصاباً)، في حين توزّع البقيّة على أربع مدن أخرى مجاورة هي كيلان غرب (108 جرحى) وقصرشيرين (97 جريحاً) وروانسر 10 (جرحى) ودالاهو (6 جرحى).

من جهته أكّد محافظ كرمنشاه هوشنك بازوند أنّ “الوضع حالياً تحت السيطرة”، وأنّه “حدث انقطاع للكهرباء والماء ولكنّه لم يدم سوى بضع دقائق”.

أمّا رئيس منظمة الطوارئ الصحيّة الإيرانية بير حسين كوليوند فقال للتلفزيون الرسمي إنّ معظم الإصابات نتجت بسبب “ذعر الناس وفرارهم من منازلهم”.

ولم ترد أي تقارير في الحال عن حدوث أضرار في المباني أو البنى التحتية.

وأوردت “إرنا” أنّ السلطات أرسلت 23 فريقاً عملانياً إلى المناطق المتضرّرة لتقييم الأوضاع.

وبعد ساعة من الزلزال شهدت المنطقة سبع هزّات ارتدادية ضعيفة بلغت شدّة أقواها 5,2 درجات، بحسب المعهد.

وقالت امرأة تقطن في سربل ذهاب وتدعى فريبة باباي (36 عاماً) لوكالة فرانس برس إنّ “الأنوار انقطعت والجدران اهتزت لدرجة أحسسنا معها بأنّها ستنهار علينا بينما كان الجيران جميعاً يصرخون”.

وأضافت هذه المرأة التي عايشت الكثير من الزلازل المدمّرة كان آخرها العام الماضي وقد دمّر يومها منزلها عن بكرة أبيه “هذه المرّة لم أركض (إلى خارج المنزل) على الرغم من أن أمّي التي كانت في الخارج كانت تصرخ عليّ لكي أخرج”.

وأوضحت باباي أنّ منزلها الذي دمّر قبل عام تماماً في زلزال بلغت قوته 7,3 درجات أعيد بناؤه جزئياً قبل شهر واحد وأسرتها ما زالت تدفع أقساط إعادة البناء.

وأضافت “لم نعد قادرين أن نعيش حياة طبيعية بوجود كل هذه الذكريات السيّئة، كل هذه الصدمات النفسية وهذا الشعور المزعج بأنّ مزيداً من الزلازل تقع هنا”.

ووردت تقارير بأنّ سكان المناطق الحدودية في العراق شعروا بالزلزال.

وذكر مرتضى سليمي المسؤول في جمعية الهلال الأحمر الإيراني، لوكالة انباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أنّ الزلزال ضرب مناطق “أعيد بناؤها مؤخّراً” بعد زلزال قوي العام الماضي.

وكان زلزال مدمّر بقوة 7,3 درجات ضرب محافظة كرمنشاه في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 وأدّى إلى مقتل 620 شخصاً معظمهم في سربل ذهاب.

كما أدّى الزلزال إلى إصابة أكثر من 12 ألف شخص بجروح وألحق أضراراً بنحو 30 ألف منزل ما أدّى إلى تشريد أعداد كبيرة من الناس مع بداية فصل الشتاء البارد في المنطقة الجبلية.

وقدّر مسؤولون محليون يومها كلفة إعادة الإعمار بمليارات الدولارات في الوقت الذي تعاني منه إيران من تدهور اقتصادها.

وارتفعت أصوات إثر ذلك الزلزال تقول إن الإسكان الاجتماعي الجديد الذي بني في إطار برنامج للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لم يصمد أمام الزلزال.

كما شهدت المحافظة الغربية زلزالاً بقوة 6 درجات في آب/أغسطس أدى إلى مقتل شخصين وإصابة أكثر من 250 آخرين.

وتقع إيران في منطقة أحزمة زلزالية وتشهد نشاطا زلزالياً متكررا.

وفي 2003 ضرب زلزال بقوة 6,6 درجات جنوب شرق البلاد ما أدّى إلى تدمير مدينة بام التاريخية ومقتل 31 ألف شخص على الأقل.

وفي 1990 شهدت إيران أقوى زلزال في تاريخها إذ ضرب شمال البلاد يومها زلزال بقوة 7,4 درجات وأدّى إلى مقتل 40 ألف شخص وإصابة 300 ألف اخرين وتشريد نصف مليون شخص، وتدمير عشرات البلدات ونحو ألفي قرية بشكل كامل.