- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ثورة في فرنسا: ٧٦ في المئة من المواطنين يؤيدون حركة السترات الصفراء

باريس – «برس نت»

 أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة “هاريس إنتر أكتف” بعد اضطرابات يوم السبت أن التأييد الشعبي لحركة “السترات الصفراء” ما زال مرتفعا، إذ يؤيد الاحتجاجات ٧٦ في المئة من فرنسيين.

رغم هذا قال إيمانويل ماكرون إن زيادة الضرائب على الوقود جزء من جهوده الرامية إلى مكافحة تغير المناخ، وإنه يرغب في إقناع السائقين الفرنسيين بالإقبال على طرز سيارات أقل تلويثا للبيئة بدلا من السيارات التي تعمل بالديزل. وأضاف أنه لن يحيد عن أهداف سياسته.

وقد التقى رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب زعماء المعارضة يوم الإثنين في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس إيمانويل ماكرون عن سبيل يهدف إلى نزع فتيل أزمة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والتي أسفرت عن اندلاع أعمال شغب في العاصمة باريس أضرت باقتصاد البلاد.

وانتشرت شرطة مكافحة الشغب فيما اجتاح المحتجون أرقى الأحياء في باريس يوم السبت وأحرقوا عشرات السيارات ونهبوا متاجر وحطموا نوافذ منازل فاخرة ومقاه في أسوأ اضطرابات تشهدها العاصمة منذ عام 1968.

وأضرت الاضطرابات بالاقتصاد الفرنسي، كما تراجعت معاملات حجز الفنادق فضلا عن معاناة متاجر التجزئة واضطراب حالة المستثمرين. وقالت شركة “توتال” إن بعض محطات تزويد الوقود التابعة لها تعاني من نفاد الوقود.

وفاجأت انتفاضة أُطلق عليها “السترات الصفراء” ماكرون عندما تفجرت أحداثها يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني، في خطوة تمثل تحديا كبيرا أمام الرئيس، البالغ من العمر 40 عاما، فيما يسعى إلى إنقاذ شعبيته التي تراجعت بسبب إصلاحاته الاقتصادية التي يُنظر إليها على أنها تنحاز إلى الأغنياء.

وبدأت حركة “السترات الصفراء”، التي تضم مؤيدين من مختلف الأعمار والمهن والمناطق الجغرافية، على الإنترنت كاحتجاج عفوي على رفع أسعار الوقود، لكنها تحولت إلى تعبير أوسع عن الغضب بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة التي تعاني منها ميزانية الطبقة المتوسطة.

ولا توجد زعامة واضحة تقود الحركة، الأمر الذي يجعل المحادثات أكثر تعقيدا بالنسبة للحكومة الفرنسية.

ويتركز طلب الحركة الجوهري في تجميد الزيادات الضريبية المزمعة على الوقود، والمقرر تطبيقها في يناير/كانون الثاني المقبل، واتخاذ إجراءات تعزز القوة الشرائية.

كما دعت مؤخراً الحركة ماكرون إلى تقديم استقالته، فيما بدأ كثيرون الحديث عن فكرة اندلاع ثورة.

يأتي ذلك فيما أعلن فيليب بيلافال، رئيس مركز الآثار الوطنية الفرنسية، أن تكلفة الأضرار الجسيمة التي لحقت بنصب “قوس النصر” التذكاري في العاصمة باريس خلال أعمال عنف يوم السبت قد تصل إلى مليون يورو.

وقال بيلافال لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية: “تقّدر تكلفة الأضرار بمئات الآلاف بل تصل إلى مليون يورو”، مضيفا أن قوس النصر سيظل مغلقا أمام زيارة الجمهور عدة أيام.

ويعتبر قوس النصر واحدا من أبرز الرموز الوطنية في تاريخ فرنسا، وقد شهد أعمال تخريب ونهب طالت أثاثه وأعماله الفنية وأجهزة كومبيوتر، فضلا عن كتابة شعارات احتجاجية على جدرانه باستخدام الطلاء.

وأضاف بيلافال :”يوجد تمثال من الجصّ يعود تاريخه لثلاثينيات القرن الماضي ومعروض في قاعة دُمّر بالكامل، فضلا عن كسر رأس تمثال نصفي رخامي لنابليون.”

وتواصل قوات الأمن تحقيقاتها للعثور على المخربين الذين اقتحموا النصب التذكاري ونهبوه، وقال بيلافال إن المحققين “أخذوا عينات حمض نووي”.

وتوفيت سيدة في الثمانين بالمستشفى بعد إصابتها في الوجه بعبوة غاز مسيل للدموع خلال مظاهرات في مرسيليا، جنوب البلاد، يوم السبت. وأصابت العبوة السيدة في أثناء إغلاقها نوافذ شقتها بالدور الرابع بأحد مباني المدينة. وكان ثلاثة أشخاص آخرين قد لقوا مصرعهم في الاحتجاجات.

وكانت الشرطة الفرنسية قد اعتقلت 412 شخصا، في حين بلغ عدد المشاركين في التظاهرات والاحتجاجات في شتى أرجاء البلاد 136 ألف شخص.