بسّام الطيارة
قبل ٢٤ ساعة من وصول رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي إلى باريس، بدأ التسويق الإعلامي لزيارته عبر سلسلة من المقابلات «الاستهدافية» بشكل مركز. رغم أهمية المقابلات التي تمت مع الصحافة الأجنبية واللبنانية والعربية، إلا أن هذه تصريحات وإن تشابهت تضمنت بعض التباين وبدأت بالظهور قبل أن يطأ أرض المطار الباريسي: «لا يمكنهم إجبار القطاع المصرفي اللبناني على قبول خرق العقوبات عليها لأن مصلحة هذا القطاع في عدم خرقها»، نقلت إحدى الصحف العربية عن رئيس الوزراء اللبناني. أي أن لبنان ينفذ العقوبات. ولكن لم يحدد الرئيس ما إذا كان يقصد عقوبات الجامعة العربية أم العقوبات الأوروبية؟ ويدرك الجميع أن «المصارف اللبنانية هي رئة سوريا المالية»، حسب قول مصرفي عربي في باريس.
قبل ٢٤ ساعة، كان حديث الرئيس على الأرض اللبنانية، ورداً على سؤال عما إذا كانت مرافقة رياض سلامة له هي إشارة إلى الضغوطات التي يمكن أن يتعرض لها القطاع المصرفي في إطار العقوبات المفروضة على سوريا، كان جوابه صريحاً «ابداً. إن وجود رياض سلامة سببه إلمامه بملف باريس-٣ الذي أود فتحه مع المسؤولين الفرنسيين». واستطرد مباشرة: «من جهة أخرى، إن لبنان يطبق حرفياً قرارات العقوبات ضد سوريا ولن نترك المجال لأي كان لانتقادنا»، ويضيف في سياق جواب على مواقف ألآن جوبيه المتطرفة في المسألة السورية «أني أرفض أن يكون لبنان ممراً لمعاداة أي دولة عربية». ولكنه أيضاً لم يحدد ما إذا كان يقصد العقوبات العربية أم الأوروبية.
ولكن هذا لم يمنع ميقاتي، في لقاء مع رجال الأعمال الفرنسيين، من تجديد سياسة «النأي بالنفس» عن الحوادث التي تحصل في سوريا وإبعاد لبنان عما يجري عند الجارة. وقد دعا رئيس الوزراء اللبناني هؤلاء لزيارة لبنان «الذي سوف يصبح قريباً بلداً منتجاً للنفط والغاز». إلا أن مقاتي تطرق أيضاً الى مسألة العقوبات على القطاع المصرفي في هذا اللقاء وأكد «تطبيق لبنان إلتزاماته».