انتقد خطباء الجمعة بالمساجد الرئيسية الكبرى بالقاهرة وبمختلف المحافظات المصرية، دعوة أطلقتها مجموعة من الأحزاب والقوى والتيارات السياسية للعصيان المدني والإضراب العام في البلاد، في حين إحتشد بضعة آلاف من المصريين بميدان التحرير وسط القاهرة إستعداداً للتظاهر تحت شعار “جمعة الرحيل” للمطالبة برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة.
وهاجم الخُطباء التحريض الذي يمارسه سياسيون ونشطاء على الإضراب ووقف العمل والإنتاج، معتبرين أن من يدعون للإضراب “هم من المخربين المفسدين”، الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية حتى لو كان على حساب “خسارة البلد وأهله”.
ووصفوا الداعين للإضراب بـ”المنافقين” الذين يدَّعون الثورية من جهة، فيما هم يعملون على “تخريب البلاد وإيذاء العِباد من جهة أخرى”، مطالبين أبناء الشعب المصري بالعمل الجاد والفاعل من أجل تعويض الخسائر التي تعرَّضت لها مصر خلال أحداث ثورة 25 يناير وتداعياتها بدلاً من “الإستماع إلى المنافقين”.
وكانت عدة أحزاب وقوى وتيارات سياسية أبرزها “الإشتراكيون الثوريون” و”حركة شباب 6 أبريل”، قد دعت إلى إضراب عام إعتباراً من يوم السبت الموافق 11 فبراير/ شباط تمهيداً لعصيان مدني شامل في البلاد حتى يترك المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة ويُسلمها إلى إدارة مدنية منتخبة.
وفي المقابل ترفض تيارات وأحزاب “الإسلام السياسي” فكرة الإضراب والعصيان المدني، وترى فيها محاولة من جانب القوى الليبرالية واليسارية للتواجد على الساحة السياسية بعد أن منح الشعب المصري ثقته للأحزاب والقوى الإسلامية لتمثيله في البرلمان.
ميدانياً، انتشرت آليات الجيش حاملة شعار “حماية الشعب” بمختلف مناطق القاهرة الكبرى (تشمل محافظات القاهرة، والجيزة، والقليوبية) لتأمين مقار البرلمان ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع ومختلف الوزارات والبنك المركزي.