- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: قمة اقتصادية عربية بغياب الرؤساء

ألقت الأزمة السورية بظلالها على القمة الاقتصادية المقرر عقدها في بيروت، فتحول الأمر إلى انقسامات بين الدول العربية بشأن المشاركة إلى درجة إلغاء العديد من الزعماء مشاركتهم بعد أن كانوا يعتزمون القدوم إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل.

وقال مصدر في اللجنة المنظمة إن ما لا يقل عن ثمانية رؤساء دول كانوا قد أكدوا مشاركتهم على مستوى القادة ورؤساء الدول، لكن سينضم للرئيس اللبناني ميشال عون رئيسا الصومال وموريتانيا فحسب. ومع ذلك فإن بعضا من الدول العشرين المشاركة ستوفد إما رؤساء وزراء أو وزراء خارجية أو وزراء مالية.

على الرغم من أن القمة العربية الاقتصادية ليست بنفس أهمية قمة جامعة الدول العربية التي ستعقد في تونس في مارس آذار، لكنها شهدت حضور العديد من القادة عندما عقدت آخر مرة في المملكة العربية السعودية في عام 2013.

وكانت الدول العربية آنذاك، مثلما هي الآن، منقسمة بشأن انتفاضات 2011 التي أطاحت بأربعة زعماء وأدت إلى اندلاع ثلاث حروب وبشأن الخصومة بين السعودية وإيران فضلا عن دور الإخوان المسلمين.

وتتركز نقطة الخلاف الرئيسية في المنطقة على الملف السوري ومسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية خصوصا بعد سيطرة الرئيس بشار الأسد على معظم أراضي بلاده. لبنان، من جانبها، فقد سبق ودعا وزير خارجية حكومة تصريف الأعمال جبران باسيلإلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها في عام 2011 لكن بعض الأعضاء يضغطون من أجل إعادتها بينما أعاد آخرون فتح سفاراتهم في دمشق.

أما مصر، فقد نقلت وسائل إعلام لبنانية عن الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط قوله إنه لا يوجد اتفاق عربي على عودة سوريا.

وأثرت قضية اختفاء رجل الدين الشيعي اللبناني الإمام موسى الصدر في ليبيا في السبعينيات على حضور ليبيا للقمة.

وقام أعضاء في حركة أمل الشيعية المتحالفة مع حزب الله يوم الأحد بتمزيق العلم الليبي بالقرب من مكان انعقاد القمة وأحرقوه في تعبير عن غضبهم من اختفاء الإمام موسى الصدر أثناء زيارته إلى ليبيا في عام 1978. وفي ذلك الوقت، كانت ليبيا تحت حكم معمر القذافي، الذي أطيح به عام 2011 لكن ساسة حركة أمل يتهمون الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس بعدم التعاون مع التحقيقات في اختفاء الصدر. وقاطعت الحكومة الليبية القمة احتجاجا على ذلك وأشارت إلى أن آلاف الليبيين اختفوا أيضا تحت حكم القذافي الذي دام أربعة عقود.

وقال مكتب الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم السبت إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أبلغه بحضوره على رأس الوفد القطري.
وفي الشهر الماضي لم يلب أمير قطر دعوة سعودية لحضور قمة خليجية وأوفد وزير الدولة للشؤون الخارجية مع استمرار خلاف مرير في مجلس التعاون الخليجي المؤلف من ست دول.

وكان القادة اللبنانيون يأملون في تشكيل حكومة جديدة قبل انعقاد القمة على أرضهم بعد أشهر من الجمود السياسي والاقتصادي.
لكن محادثات تشكيل الحكومة طالت دون تحقيق أي نتيجة فيما تتزايد المخاوف على الاقتصاد اللبناني.
وبعد أن أغلقت معظم طرقات بيروت وأقفلت المدارس والشركات ومنعت السيارات من الوقوف في وسط المدينة، تم تصوير القمة في الإعلام اللبناني اليوم الجمعة على أنها مخيبة للآمال.

وكتبت صحيفة الجمهورية في عنوانها الرئيسي “قمة الاعتذارات والخيبة العربية”. أما صحيفة النهار، فكتبت “صدمة بيروت…قمة بلا رؤساء”.

وفي لبنان حيث كانت القوات السورية موجودة لنحو ثلاثة عقود، لا يزال نطاق العلاقات مع دمشق مثيرا للجدل.

وحاربت جماعة حزب الله القوية المدعومة من إيران في صف الأسد في سوريا وتريد من الدول العربية تطبيع العلاقات مع دمشق. وتشعر بعض الأحزاب اللبنانية الأخرى بالقلق من دور دمشق. وكتبت صحيفة الأخبار المؤيدة لحزب الله في عنوانها الرئيسي “لا عرب من دون الشام”.

وقال مصطفى شاتيلا الموظف في متجر شوكولاتة في بيروت متحدثا عن إقفال الطرق “لا أعتقد أن هذا ضروري. إنهم مجرد رئيسين أو ثلاثة رؤساء”.

وأضاف “منذ زمن يجتمعون هنا وفي غير لبنان ولا قرارات صارمة تخرج… الآن سينتهون في ثلاثة أو أربعة أيام ويغادرون كما لو أن شيئا لم يحدث”