- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الاستقرار اللبناني و«النأي بالنفس» عنوان زيارة باريس

باريس ـ بسّام الطيارة‬
‫حققت زيارة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي «السياسية» هدفها الأول وهو ….أنها حصلت بالفعل … ولو متأخرة وأنها تدعم العلاقات بين البلدين التي «لا تتعلق بأشخاص وإنما تتعلق ببلدين» وهو غمز في تصريح ميقاتي غلى درج الإليزيه من قناة الرئيس سعد الحريري. وكان يوم الزيارة الأول لميقاتي حافل بالمواعيد. في الإليزيه وبعد اجتماع مع الرئيس نيكولا ساركوزي الذي انتهى « بخلوة قصيرة» خرج ميقاتي بعد ٤٥ دقيقة ليلقي حديث قصير جداً إلى الصحافيين الذين انتظروا في برد قارس وبينهم ممثلي سبعة قنوات إعلامية لبنانية  ‬حضرت من بيروت.
الاستقرار اللبناني و«النأي بالنفس» لوّنا التصريح. فقد نقل ميقاتي عن ساركوزي، بعد أن ‫وصف اللقاء بأنه كان «جيد جدا»‬، قوله ‫ضرورة إبقاء لبنان بمعزل عن التطورات في المنطقة في إشارة إلى الأزمة السورية. ولكن مصادر فرنسية في الإليزية شددت على أن الطرفين تجنبا البحث «مباشرة» في الوضع السوري وتتطرقا إلى ملفات المنطقة بشكل عام. وأكد ميقاتي أنه طلب دعم ساركوزي «النأى بالنفس» عن التطورات في الوضع العربي، وقال «وعدني  الرئيس» بدعم هذا التوجه أي «دعم ما قمت به وما أقوم به وأن يكون لبنان بعيدا عن أي أمر» .‬
‫إلا أن المصادر الفرنسية لمحت تلميحاً إلى أن هذه الزيارة هي «نتيجة تنفيذ ميقاتي وعده للمجتمع الدولي» أي تمرير تمويل المحكمة إذ قالت إن الرئيس «شكر» ميقاتي على مسألة التمويل. ‬
‫وقالت الصادر الفرنسية إن الرئيسين لم يتطرقا إلى مسألة العقوبات وضرورة تطبيق المصارف اللبنانية لهذه العقوبات، رغم أنه شوهد قبل نهاية الاجتماع بحوالي الربع ساعة «وصول رياض سلامة إلى الإليزيه». ورغم رفض المصادر في الإليزيه الخوض في «السياسة الداخلية اللبنانية». ‬
‫أما في ملف اليونيفيل فلم يكن هناك أي تغيير في موقف فرنسا الذي طلب بتشديد الاجراءات لحماية جنودها من أي اعتداء. وفي هذا السياق كشفت مصادر الإليزيه على أن «باريس ما زالت تنتظر نتائج التحقيقات في الاعتداءات السابقة». وتطرق ميقاتي إلى هذا الأمر بقوله  إن القرار «١٧٠١  ينص على حلول الجيش اللبناني محل القوات الدولية» واستطرد بأنه طلب من فرنسا «المزيد من المساعدات العسكرية ‬ ‫لدعمه» وأنه شكر الرئيس على المساعدات التي قدمت حتى الآن وأنهى «بالشكر تدوم النعم». ‬
كما كشفت مصادر الإليزيه أن ‫ملف جورج ابراهيم عبدالله لم يكن بين الملفات التي تم تداولها ولكن الرئيس ميقاتي «أعلن بأنه ينوي مناقشته مع فرنسوا فييون» رئيس الوزراء الفرنسي في اللقاء الذي أعقب لقاء الإليزيه. و«نأت» المصادر في الإليزيه بنفسها عن أي تدخل في هذا الملف ما عده البعض إشارة إلى إمكانية «عدم الطلب من المدعي العام استئناف أي قرار بالافراج عنه». وفي هذا الصدد قالت مصادر مقربة من ملف لبنان إن «تغيير الموقف الفرنسي في قضية عبدالله» يعود في الدرجة الأولى إلى «الرغبة بتقوية موقف ميقاتي تجاه حلفاءه» بعد أن أظهر نوع من الاستقلالية عن شركاءه في الحكومة في إدارة شؤون البلاد‬».
وقد لوحظ أن ميقاتي تطرق إلى وضع المنطقة عبر التشديد على ‫«الحاجة إلى السلام الذي هو الأساس» و‬«ليس هذه الحركات»، في إشارة إلى «الربيع العربي»، وأنه‫ طلب كذلك من ساركوزي الضغط على إسرائيل لوقف «كل خروقاتها» البحرية والأرضية والجوية  وعمليات التجسس في لبنان.‬
‫وعلم «أخبار بووم» أن جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط  الموجود حالياً في باريس قام «بخطف رجله» إلى الإليزيه والتقى مسؤولي الملف اللبناني والسوري. ‬