- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الوعي واللاوعي واللامقال كنص خارج الصحافة

لإِمامَ المقال واللامَقال…على صفحات صوت من لا صوت لهم حتى اختفاء الاصوات أو على صفحات النهار … مَزْمور لجهاد الزين كاتب كتاب ” المهنة الآثمة » . كنت لم اتصفحه حتى الان حتى اهداني اياه خلال اقامته القصيرة لحدث مفرح بولادة حفيدته الثانية بقوله” الى شريك قيم وأفكار صحيحة وملتبسة وغير أكيدة لجيلنا بكامله…أراجعها هنا كجزء من تجربتي في الكتابة السياسية”…إنتابني شعور مزدوج بالفرح لكرم الاهداء والدعوة للقراءة وشعور بالقلق لحجم المهمة التي تتجاوز القراءة الى قبول الدعوة بأخذ مسافة عن نفسي وعن الجيل الذي كنت انتمي اليه لاعود اليهما بواجب المساءلة، “مساءلة القصور والدأب معا”عما فعلنا من خلال مهننا في عمر نتقاعد فيه عنهما مع الحنين لمعرفة ما فاتنا لكثر السذاجة أو قلة المعرفة لما قد يساهم في تفسير بقاء الأفكار والقيم والمفاهيم بعد زوال البنى التاريخية التي أوجدتها.وكأنة يسألني كما في عنوان بعض فصول كتابه ” هل القارئ هو القارئ؟
لآ اعلم لما روادتني فكرة الوعي واللاوعي الذي يبقى اقوى من اللامقال كنص خارج الصحافة كحرفة…فاللاوعي هو اعتى اسلحة السياسة الباطشة أكثر من وعي العلاقات الصحافية التي اشعرت ابن عمي بأثم ممارستها…لم اقرأ الكتاب كله بعد ولكني سارعت الى فصله عن ” النص المحرم” كي أعرف مصدر الاثام ..في تعريفه للصحافة تشبيه لها ” بتمتمة الشعوب وارتجاج الدول” …هكذا كان الانبياء اول الصحافيين . وجهاد لا يدعي النبوة ولكن ومن يمكنه تكذيب الخبر الالهي.ومن له اليوم القدرة على كتابة اي نص محرم؟..ثم وجدت تلك الفقرة اللامعة التي يقولها جهاد عن كتابات ما بعد الربيع العربي حين يقول””نصوصنا في الصحافة لفترة اساسية غير قصيرة شهود زور على نكبة أتية وقد حصلت” صفحة 113 من فصل كتابه. وكأنه يحمل وزر بعض المراهنات التي تاجر بها اصحاب سياسة لا يدركون ما يفعلون..”ها هو المتمخض بالاثام حبل بالعناء وولد الكذب.طوبى لِمَن لا يَسيرُ على مَشورَةِ الشِّرِّيرين”…
ولذا سأقرأ فربما قد اصبح قارئا يعرف ما يريد أو ذلك القارئ الذي تقتل يومياته الرتيبة قدرته على معرفة تاريخية الدخول في اعادة تكرار مناهج الكذب على النفس وعلى الاخرين لكثرة تغلغل بعض “”أولاد الافاعي” على مهن الصحافة والمحاماة بما يستحق تسمية ”
احد فصول الكتاب ” نذالة النص ونص النذالة”…

  • استاذ حقوق مقيم في باريس