- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بيان صحفيي وتقنيي ومخرجي التلفزيون الجزائري

صدر عن تقنيي التلفزيون الجزائري البيان التالي الموجه إلى المدير العام للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري

إن الحراك الشعبي الذي تشهده بلادنا منذ يوم الجمعة 22 فيفري 2019 ، وما تبعه من تطورات ميدانية متسارعة ، يضع المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري في قلب الرهان الشعبي على تحمّلها مسؤولية نقل هذه التطورات – مهما كانت طبيعتها – للجمهور ، وبموضوعيّة تسمح للمشاهدين بالاطمئنان على أنّ المؤسسة التي واجهت العنف والإرهاب ، ووقفت إلى جانب الشعب في مأساته في التسعينيات ، هي نفسها المؤسسة الاعلامية التي يجب أن تقف اليوم إلى جانبه وهو يتطلّع إلى تحقيق مطالب واضحة لا يمكن لأيّ صحيفة أو قناة ، حتى وإن كانت عمومية ، أن تتفادى الحديث عنها ، أو اختزالها في مطالب اجتماعية دون سواها .
لقد دفع التلفزيون العمومي الذي ننتمي إليه ، ضريبة باهظة الثمن ، حين رفع سقف الحرية عاليا في مواجهة آلة القتل والدمار ، وتشبّث صحفيوه ومن معهم من تقنيين و مخرجين بمبدأ حرية التعبير ، و مبدأ الخدمة العمومية ، رغم أن هذا كان مكلفا جدّا ، و مؤلما فوق التصورات ، لكنّه كان مشرّفا للتلفزيون و لمهنة الصحافة ، إذ مازلنا كصحفيين وتقنيين ومخرجين ننظر إلى صور شهداء المهنة من مؤسستنا فنشعر بالفخر والاعتزاز .
إننا ندرك حجم التحدّيات الملقاة على عواتقنا ، والجزائر مقبلة على موعد انتخابي هامّ ، وهي التحدّيات التي لابدّ أن ترتكز على قاعدة ” الخدمة العمومية ” ، و حقّ المواطن في الإعلام ، دون تعتيم على المعلومة أو اختزال لها ، وهي ممارسات ننأى بأنفسنا أن نكون أداة لها ، فلا نجني من ورائها سوى التذمّر الشعبي ، و ملاحقتنا بأصابع الاتهام باللامسؤولية ، و اللامهنية ، و التخوين ، وهذا خطير في حقّ صحفيين وتقنيين ومخرجين بقدر ما يملكون التزاما بسياسة اخبارية يفرضها “دفتر شروط” و طبيعة مؤسسة ينتمون اليها ، بقدر ما يملكون حسّا مهنيّا و قدرة على ممارسة العمل الصحفي باحترافية ونبل ، يجعلان من “الصمت” أمام أحداث سريعة متعاقبة بشكل يومي ، تعني شعبنا ووطننا ، فعلا مخزيا لا تمحو آثارَه السنوات المقبلة .
لقد تعرّض زميل لنا في قسم الانتاج إلى تعسّف إداري فرض عليه “عطلة إجبارية بسبب موقف سياسي يخصه هو شخصيا ، عبّر عنه في صفحته على الفيسبوك ، مما يجعلنا اليوم نقف وقفتنا هذه إلى جانبه ، فقد كان بالإمكان التصرّف معه بأفضل مما تمّ ، دون المساس بحريّته و دون إلحاق الضرر المعنويّ به ، خصوصا و أن الجميع يعلم أن صحفيي وتقنيي ومخرجي مؤسستنا ليسوا على انتماء سياسي واديولوجي واحد ، وكلّ ما نجتمع عليه هو تقديم عمل اعلامي بمهنيّة و تفان، و الالتزام بقانون داخلي للمؤسسة وعقد عمل مواده واضحة ، لا تشترط طبيعة الانتماء السياسي أو الحزبي للالتحاق بمؤسسة التلفزيون العمومي.
السيّد المدير العام للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري :
إننا في وقفتنا هذه ، لا نعبّر عن موقف سياسي ما ، أو ننقل هواجس حزبيّة ، بل نعلن انحيازنا التامّ إلى القيم التي يحملها مبدأ الخدمة العمومية وحرية التعبير عن الآراء الشخصية .
ولهذا ، ننتظر منكم مراجعة القرار التعسفي في حق زميلنا ، و ردّ الاعتبار له ، و مراجعة هذه السياسة الاعلامية التي يجب أن تنحاز بشكل عاجل إلى المهنيّة و الاعتدال ، حفاظا على مصداقية مؤسسة عمومية يراهن على موضوعيتها و قدسيّة رسالتها الجميع .