- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تظاهرات آلاف الجزائريين: رسالة مفادها رفض استمرار بوتفليقة

تظاهر عشرات الآلاف من الجزائريين في مختلف أنحاء البلاد اليوم الجمعة تنديدا باعتزام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية خامسة في الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل/نيسان.

وفي العاصمة الجزائر حيث خرجت أكبر مظاهرة شهدتها في ثماني سنوات، أصيب عشرة أشخاص على الأقل في مواجهات بين شرطيين ومجموعات من الشبان مع قرب انتهاء المسيرة بحسب مراسلي الوكالة الفرنسية للأنباء.

وذكر المراسلون أن العديد من الجرحى أصيبوا في رؤوسهم جراء التصدي لهم بهراوات أو رشقهم بحجارة من جانب عناصر الشرطة. في حين ذكرت وكالة رويترز أن الإصابات سجلت في الجانبين.

وعمدت الشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع في شكل كثيف في محاولة لتفريق مجموعة من نحو مئتي متظاهر على بعد حوالى 1.5 كلم من القصر الرئاسي.

واتسمت أغلب المسيرات في أنحاء البلاد بالسلمية لكن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين احتشدوا في العاصمة بعد صلاة الجمعة.

وعبرت الحشود عن إحباطها من اعتزام بوتفليقة (81 عاما) خوض الانتخابات التي ستجرى في أبريل/ نيسان بغية البقاء في الحكم بعد أن أمضى 20 عاما في السلطة. وردد المحتجون هتافات تطالب بوتفليقة بالرحيل وشددوا على الطابع السلمي للمظاهرات.

وخلال ساعة واحدة من بدء الاحتجاج في العاصمة، تزايدت أعداد الحشود بسرعة مع انضمام عشرات الآلاف للمحتجين بينهم شبان وأسر وبعض المسنين في أكبر احتشاد للتظاهر منذ احتجاجات “الربيع العربي” في 2011.

وقال المتظاهر خالد عمراني (38 عاما) لرويترز “أوصلنا رسالة مفادها رفض استمرار بوتفليقة “.

وقال حمدان سالم وهو موظف في القطاع العام (45 عاما) « انظروا للشباب الجزائري.. كل ما يطالبون به هو رئيس قادر على أداء مهامه ويمكنه أن يتحدث إلى الشعب ». وقالت خديجة التي شاركت في الاحتجاجات مع زوجها وأطفالها « عشرون عاما كافية ».

وكانت من بين المحتجين واحدة من أشهر أبطال حرب التحرير ضد فرنسا في الفترة من 1954 وحتى 1962 وهي جميلة بوحيرد التي تبلغ من العمر الآن 83 عاما. وقالت للصحفيين « أنا سعيدة لأنني هنا ».

وشهدت مدن أخرى في البلاد احتجاجات منها وهران وسطيف وتيزي وزو والبويرة وقسنطينة.

ولم يوجه بوتفليقة أي خطاب مباشر للمحتجين. وتشهد الجزائر منذ أكثر من أسبوع تظاهرات حاشدة مناوئة للرئيس الذي يعاني من وضع صحي يحول دون ظهوره العلني إلا نادرا.

وفي الأثناء، يوجد بوتفليقة في المستشفى في جنيف السويسرية منذ الأحد، لإجراء “فحوص طبية دورية”، بحسب الرئاسة، دون الإعلان بعد عن موعد عودته.

وأصيب بتوفليقة (81 عاما) بجلطة في عام 2013 ومنذ ذلك الحين لم يظهر على الملأ سوى مرات قليلة ولم يلق خطابات للشعب الجزائري منذ سنوات.

ولسنوات تفادى كثير من الجزائريين الحديث العلني في السياسة خشية التعرض لمشاكل مع الأجهزة الأمنية أو لأنهم ببساطة فقدوا اهتمامهم بالشأن السياسي بعد أن بقيت بلادهم تحت إدارة نفس الرجال الذين تولوا الحكم بعد حرب التحرير ضد فرنسا.