- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

رغم كل ما يحدث بوتفليقة مرشح لولاية خامسة

قال مدير حملة الرئيس الجزائري إن عبد العزيز بوتفليقة سيعلن عن انتخابات مبكرة خلال أقل من عام في حال إعادة انتخابه في إبريل/نيسان المقبل. جاءت تصريحات عبد الغني زعلان بعد أن تقدم بأوراق ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.

وأذاع التلفزيون الرسمي رسالة من بوتفليقة قال فيها “قبل بضعة أيام، واستجابة لنداءات المواطنين والطبقة السياسية والمجتمع المدني، وبروح تحذوها نية استكمال الواجب السامي لخدمة بلدنا وشعبنا، أعلنت عن ترشحي للانتخابات الرئاسية”.

وفي الرسالة، تعهد بوتفليقة للجزائريين بعدم الترشح للانتخابات المبكرة التي أشار إليها وبإجراء مؤتمر وطني جامع يفرز مشروع تعديل للدستور يوضع للاستفتاء الشعبي.

ونادرا ما شوهد بوتيفليقة (82 عاما) علانية منذ تعرضه لجلطة دماغية في عام 2013. وكانت صحيفة لا تريبون دو جنيف السويسرية قد قالت إن بوتفليقة لا يزال موجودا بمجمع المستشفيات الجامعية بجينيف، مضيفة أنه لا توجد مؤشرات على أنه يستعد لمغادرة سويسرا.

يأتي ذلك وسط استمرار الاحتجاجات الواسعة ضد ترشحه. وجاء في رسالة بوتفليقة:

وكانت وكالة الأنباء الرسمية نشرت بيانا بأصول بوتفليقة وممتلكاته، وهو متطلب رسمي للترشح قبل أن يصدر التأكيد الرسمي بتقديم أوراق ترشحه.

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن التقدم بأوراق الترشح لا يحتاج إلى الحضور شخصيا من جانب بوتفليقة، الذي يندر ظهوره في وسائل الإعلام منذ إصابته بأزمة صحية حادة في 2013، إلى المجلس الدستوري.

لكن رئيس الهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال أكد أنه يتعين على المرشحين لانتخابات الرئاسة تقديم أوراق ترشحهم بأنفسهم. وشهدت معظم الجامعات في البلاد مظاهرات ضد العهدة الخامسة.

من جانبه، أعلن زعيم حزب طلائع الحريات، ورئيس الحكومة الجزائرية السابق، علي بن فليس، مقاطعته انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها الشهر المقبل.

وقال بن فليس إن الشعب رفض شروط وظروف وأساليب انعقادها. وكانت حركة حمس (حركة مجتمع السلم)، أبرز حزب إسلامي في البلاد، وحزب العمال اليساري، قد قررا بدورهما مقاطعة الانتخابات.

وتشهد الجزائر موجة نادرة من الاحتجاجات تضمنت نزول عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشارع مطالبين بتنحي بوتفليقة، 82 سنة، من منصبه، خاصة وأنه يعاني من تدهور في حالته الصحية منذ سنوات.

ودعت المعارضة الجزائرية، التي تعاني حالة من الضعف والانقسام، إلى المزيد من الاحتجاج ضد ترشح الرئيس الجزائري، الذي يقبع في السلطة منذ 1999، لفترة ولاية خامسة، لكن محللين يرون أن الموجة الاحتجاجية الحالية دون قائد وتفتقر إلى التنظيم في هذا البلد الذي يسيطر عليه المحاربون القدامى الذين خاضوا حرب الاستقلال ضد فرنسا في الفترة منذ 1954 وحتى 1962.

وشارك طلاب الجامعات في الجزائر بشكل واسع في المظاهرات ضد ترشح الرئيس الحالي لفترة خامسة، إذ تجمع الأحد مئات الطلاب في حرم الجامعة المركزية الجزائرية، بالقرب من المجلس الدستوري، مرددين هتافات أبرزها “لا للعهدة الخامسة”. وقالت تقارير إن قوات الشرطة منعت الطلاب من مغادرة الحرم الجامعي الذي يبعد عشر دقائق سيرا على الأقدام من المجلس الدستوري.

وأجرى بوتفليقة تغييرات كبيرة في حملته الانتخابية، أبرزها تغيير مدير الحملة الذي أُقيل من منصبه السبت الماضي، وفقا لوسائل إعلام محلية قالت إنه فشل في التعامل مع المتظاهرين ضد رئيس البلاد أثناء الحركة الاحتجاجية الأكبر التي تشهدها المنطقة منذ ثورات الربيع العربي التي أطاحت بعدد من زعماء الدول العربية في 2011.

ويرى معارضوا بوتفليقة إنه لم يعد يتمتع بالمقومات التي تمكنه من قيادة الجزائر نظرا لحالته الصحية المتردية، ومزاعم الفساد التي تحاصره، والافتقار إلى الإصلاحات اللازمة لمواجهة تفاقم البطالة وحالة الجمود التي تسيطر على القائمين على اقتصاد البلاد.

وشهدت الجمعة الماضية أكبر موجة احتجاجية في الجزائر قُدر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف نزلوا إلى شوارع المدن الرئيسية، وأسفرت الموجة الأخيرة عن مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن أدت إلى وفاة شخص إثر أزمة قلبية وإصابة 183 آخرين، وفقا لوكالة الأنباء الجزائرية.