ميرفت طانيوس (خاص)
توجد مناطق في الاتحاد الأوربي أشبه بمحميات طبيعية فمنطقة ” لي بوي” التي تقع جنوب شرق إيطاليا، من أبرز تلك المناطق. إذ لها طابعها الخاص على جميع المستويات ‘الحضارية والجمالية.
حظية منطقة ” لي بوي” على الاهتمام لأنها منطقة صديقة للبيئة ولم تزحف إليها المباني الشامخة، وضجيج حياة المدن، معظمها أراضي زراعية. تنموا فيها أشجار الزيتون والصبار. يعيش سكانها على الزراعة والصيد بطرق بدائية. وبالرغم من مساحتها الكبيرة إلا أن عدد سكانها لا يتعدى 400 ألف نسمة. تعتلي شواطئها رمال بيضاء. يتضح بريقها مع انعكاسات الشمس على موجات البحر، التي تتمهل بقوامها “التركواز” قبل أن تصل للشاطئ.
يتوارث الأبناء عن الإباء المهن المختلفة وتحافظ كل عائلة على أسرار المهنة بشكل صارم فلا داعي أن تطلب من الحلواني وصفة الكعكة الشهيرة في هذه المقاطعة” باتيشوتو”. فلن تحصل على إجابة. مخبز يعمل فيه أربع أجيال من نفس العائلة توارثوا المهنة منذ قرنين.
تعتمد المقاطعة على الزراعة وانتاج زيت الزينون والاعمال اليدوية والحرفية. كل الصناعات الحرفية في هذه المنطقة تمر عبر الأجيال بنفس المنهج. فحرفة تشكيل النحاس أيضا تعبر القرون والأجيال لتبقي في نفس العائلة. وأن كان النحاس لا يستخدم في عمل أواني الطهي إلا أنه يستخدم في الديكورات. وقد تكون من أقدم الحرف التي تتوارثها الأجيال في منطقة ” البوي” هي حرفة الديكورات بالأضواء لتزين الاحتفالات. حيث بدوا في القرون الماضية باستخدام الشموع لتزين الاحتفالات الشعبية والأعياد الموسمية ومع الوقت أصبحوا يستخدموا “الليد” لتوفير الطاقة.
وبخلاف كل الأماكن في العالم، مطاعم المنطقة لا يوجد فيها قائمة المأكولات. وهذا لا يعني نقص ولكن قبل الطبق الرئيس يقدوا أكثر من سبع مشهيات، علي حسب المواسم الزراعية.