- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أسعار البن: محاولة الانعتاق من تأثير بورصة نيويورك

يسعى منتجو البن الكولومبيون إلى الانعتاق من تأثير بورصة نيويورك الذي ينعكس سلبا على أسعار منتجاتهم المعروفة بجودتها والذي يتهمونه بالتسبب بأزمة حادة تضرب القطاع.

ويقول مدير الاتحاد الوطني لزراعة البن جوزيه سييرا لوكالة فرانس برس “نريد أن نقدم البن بسعر منصف بحيث يغطي تكاليف الإنتاج ويدر ربحا مقبولا”.

وتكمن المشكلة في أن الارتباط بالبورصة لا يقيد القدرة على تحديد الأسعار فقط، بل يُترك أيضا المنتجون تحت رحمة المتداولين في الأسواق المالية.

ويوضح سييرا “يمكن للمضاربين في البورصة الذين يشترون السندات الخاصة بالبن … أن يبيعوها متى أرادوا، ما يؤدي إلى تراجع السعر إلى الحد الأدنى. لهذا السبب نريد التوقف عن استخدام سعر بورصة نيويورك كمرجع”.

وتعد كولومبيا ثالث أكبر منتج للبن في العالم بعد البرازيل وفيتنام والأول في ما يخص الجودة.

وقد انخفض السعر الدولي للبن من 1,5 دولار للرطل في العام 2016 إلى أقل من دولار في شباط/فبراير.

ومع أن سعر البن الكولومبي كان دائما أعلى بـ 20 % نظرا إلى جودته، فإن السعر ليس كافيا.

ويقول سييرا الذي يشغل منصب مدير الاتحاد منذ 25 عاما “لم أر مثل هذا الوضع المأسوي أبدا”. ويضيف “يدفعون لنا 640 ألف بيزوس مقابل شحنة من البن المطحون تبلغ 125 كيلوغراما وكلفة الإنتاج هي 790 ألف بيزوس”. وهذه تعتبر خسارة تساوي 53,6 دولارا لكل شحنة.

ويعود سبب الانخفاض الكبير للسعر إلى الفائض في كميات الإنتاج. ووفقا للمنظمة الدولية للبن، فإن الإنتاج، المقاس بأكياس 60 كيلوغراما، لسنة 2018/2019 من المفترض أن يصل إلى 167 مليون كيس، في حين أن الاستهلاك العالمي مقدر بـ 165 مليونا.

ويقول فرناندو موراليس دي لا كروز من منظمة “كوفي فور تشينج”، إن السعر الحالي للبن بـ 1,20 دولار للرطل هو أدنى من ذلك الذي سجل عام 1983 بواقع 1,40.

ويضيف أن رطلا من البن ينتج 55 كوبا من القهوة، ولكن فيما “يدفع المستهلك ما يتراوح بين دولار وثلاثة دولارات ثمن فنجان من القهوة وفق البلد الذي يُستهلك فيه، فإن المنتج يضحّي بقيمة أرضه”.

ويقول الاتحاد الوطني لزراعة البن إن سوق البن تدرّ حوالى 200 مليار دولار في السنة لكن المنتجين يحصلون على 10 % فقط من هذه العائدات.

وبغية الانعتاق من تبعية البورصة، تحتاج كولومبيا إلى إيجاد شركاء من منتجي البن الآخرين في أميركا الوسطى وإفريقيا، تسمح لهم جودة منتجاتهم بالتفاوض على أسعارهم الخاصة، وفق الاتحاد.

وهذا التغيير الجذري يجب أن يحصل أولا على موافقة مزارعي البن في البلاد علما أن تسعيرة البن الكولومبي تحددها بورصة نيويورك منذ عقود.

وإذا وجد مثل هذا الإجماع، ستكون هناك حاجة إلى مناقشة هذا الموضوع خلال اجتماع المنظمة الدولية للبن الذي يعقد نهاية آذار/مارس في كينيا ولاحقا خلال اجتماع منتجي البن في البرازيل في تموز/يوليو.

تعمل في كولومبيا 540 ألف أسرة في قطاع البن الذي يعدّ من أكثر السلع تصديرا في البلاد.

وقد أعلنت الحكومة عن بعض التدابير لمساعدة المنتجين، منها مراجعة الديون وإعادة تمويل محتملة وتقديم الدعم لشراء الأسمدة واستصلاح مزارع البن، مع تنشيط صندوق للدعم. لكن المزارعين يشددون على أن هذه التدابير غير كافية.

ويقول لا كروز “يجب أن يُدفع لمزارعي البن أكثر من ثلاثة أضعاف السعر الحالي”.

ويوضح أن منتجي البن يحتاجون إلى تنظيم أنفسهم في منظمة على شاكلة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي تحدد أسعارها الخاصة وتنسق عمليات الإنتاج.

وعندها فقط يمكن لكولومبيا أن تجني ثمار صادراتها الرئيسية.