- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

احتجاجات كبيرة في هونغ كونغ على سياسة «تشريع خطف الصين للسكان»

تظاهر عشرات الآلاف الأحد في شوارع هونغ كونغ احتجاجا على خطط للسلطات للسماح بتسليم المجرمين والمتهمين المطلوبين الى بر الصين الرئيسي، وبدا الغضب مسيطرا على الحشود بسبب الأحكام الأخيرة بسجن قادة الحراك الديموقراطي.

كما أثار هذا الاقتراح احتجاجات كبيرة في أوساط الأعمال والمؤسسات القضائية في المدينة خشية أن يؤثر هذا الأمر على الجاذبية الدولية لهذا المركز المالي الدولي.

وتعد تظاهرات الأحد الأكبر في هونغ كونغ منذ سنوات، وتأتي بعد أيام فقط على سجن أربعة قادة بارزين من الحراك الديموقراطي لدورهم في تنظيم احتجاجات جماهيرية مؤيدة للديموقراطية عام 2014 أدت إلى شل المدينة لأشهر عدة.

وطالب المتظاهرون برحيل الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ المؤيدة لبكين حيث هتفوا “على كاري لام الرحيل”، بينما حمل البعض المظلات الصفراء التي ترمز الى احتجاجات عام 2014.

وأعرب المحاسب فانلي لونغ (62 عاما) أحد المشاركين في التظاهرة عن أسفه لرؤية الناشطين يسجنون مطلع الاسبوع، ووصفه بأنه أمر “يفطر القلب”.

وأضاف لفرانس برس “انهم أساتذة جامعيون وأشخاص متعلمون يساهمون في خدمة المجتمع (…) كان بامكانهم ان يحظوا بحياة طبيعية ويجنوا الاموال دون ان يعانوا بهذا الشكل. ليس من الصواب سجن هؤلاء الاشخاص”.

وشاركت الطالبة الجامعية زوي يوين (20 عاما) في التظاهرة مع والدتها التي تحولت الى ناشطة سياسية منذ ثورة المظلات عام 2014.

وقالت “قمنا بما يتوجب علينا فعله، وبامكاننا القول للجيل المقبل انه على الرغم من اننا نحصل على ما نريده، فقد قاومنا على الأقل”.

وفي مشهد رمزي ارتدى بعض المتظاهرين ملابس ضباط شرطة صينيين يحرسون شخصا يقف داخل قفص أحمر.

وحمل أحدهم لافتة تقول “الرئيس شي جينبينغ، لا لتشريع خطف الصين لسكان هونغ كونغ”.

وأفادت الشرطة ان نحو 22 ألفا شاركوا في التظاهرة التي تعد الأكبر منذ تظاهرات عام 2014، فيما أعطى المنظمون رقما أعلى يصل الى 130 ألفا. وتتمتع هونغ كونغ بنظام قانوني منفصل عن الصين من خلال اتفاق “دولة واحدة بنظامين” المبرم بين بريطانيا والصين.

وتاريخيا عارضت الجزيرة عمليات تسليم المجرمين الى البر الصيني بسبب غموض نظام العدالة الجنائية في الصين واستخدامه لعقوبة الإعدام.

ولكن في وقت سابق هذا العام أعلنت حكومة هونغ كونغ عن خطط لاصلاح قوانين تسليم المجرمين بشكل شامل، ما يسمح بتسليم الهاربين من الصين وماكاو وتايوان على أساس “كل القضية على حدة”.

وانتقد كريس باتن آخر حاكم بريطاني لهونغ كونغ اقتراح السماح بتسليم المجرمين قبل احتجاج يوم الأحد، وقال “المجتمعات التي تؤمن بحكم القانون لا تتوصل الى اتفاقات من هذا لنوع مع جهات لا تؤمن بها. هذه التغييرات اعتداء على قيم هونغ كونغ واستقرارها وأمنها”.

وأضاف “انهم يخلقون الخوف والغموض في وقت يجب ان نعمل جميعا لتأمين سمعة هونغ كونغ كأحد أهم مراكز المال والأعمال في العالم”.