- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عالمنا: كثير من التعايش وكثير من الحذر

د. سهيل الزين*

هناك متسع لكل الأشياء المادية وغيرالمادية في عالم تمكن أخيرا من تصوير ثقبه الأسود ومن مراقبة حركات الأرض واتصالات أهلها بملايين الأقمار الاصطناعية والخطوط البحرية الالكترونية في مزيج من العلاقات بين البشر وبين دولهم قائمة على مزيد من التعايش الحذر او الصدامي والكثير من التفتت والالتحام وفقا لسد الفراغ بقوة حداثة تغزو كل شيء وتعيد اللعب مع عناصر ماديات الطبيعة وفقا لافكار غير مادية تعود بمطلقية اشبه بمطلقية الأفكار الدينية حيت تعود الأشياء الى خالقها ومالكها الأول ولكنه الأرضي هذه المرة…..اللامادي غزا الاقتصاد والقانون والاجتماع والجنس وحتى التراث الثقافي غير المادي والاصوات … ولأن الأشياء ما هي سوى محل محتمل للحقوق التي يردها بعضهم الى شريعة ربه أو شريعة شعبه غدت الحقوق العينية والشخصية متداخلة مع حقوق جماعية ودولية وبدأت تتقبل ما لم يكن قابلا للتعامل فيه بطبيعته كالشمس والهواء والبحر. كانت الحجة الرومانية والإسلامية والبوذية تمنع التعاقد على هذه الأشياء لملك شخصي لاستحالتها أو لعدم قابلية التعامل بها أو لحصرها بالمال العام المفتوح لجميع البشر…اليوم كل شيء وكل لا شيء ملموس اصبح محلا للتعامل ..لم تعد القصور دليلا على الغنى ولا كثرة الكتب في مكتبة ضخمة دليلا على غزارة الثقافة والعلم…ثمة علبة تستطيع ان تحمل الالاف الكتب وجهازيوفر صور جميع الاحداث وشبكات من التواصل تعيد من الشائعات ما عجزت عنه حمالة الحطب وتلك التي نقضت غزلها على ترف مهووس قد تبرمجه اليوم على شكل انسان الكتروني يفتح لك الباب وويحمل ثقلك وغرابة افكارك التي تخلق من الماديات ما اتسع سوق البشر المستهلكين لكل من اسهوته الأشياء …حداثة التقنية دون السؤال عن معناها تصبغ علمها بصبغة أخلاقية زائفة تستفز أصحاب الاخلاق القديمة الذن يهربون الى عسكرة ما ورائياتهم القديمة بحداثة أدوات القتل والهيمنة على كل شيء..

*استاذ حقوق مقيم في باريس