- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا: لائحة «إسلامية» في الانتخابات الأوروبية..لماذا؟

باريس – بسّام الطيارة

تبدأ بعد اسبوع الانتخابات الأوروبية، وفي فرنسا ترشحت ٣٤ لائحة للتنافس على ٧٤ مقعد هي حصة باريس في البرلمان الأوروبي. بين هذه اللوائح لائحة… «إسلامية»!

تحت عنوان «أوروبا لخدمة الشعوب» أطلقت حملة تلك اللائحة الإسلامية والتي يقودها «عزرجي نجيب». التشديد على أن وزارة الداخلية قبلتها هو إشارة إلى قانون العلمانية لعام ١٩٠٥ الذي يمنع الإشارة إلى ديانات المواطنين… ناهيك عن المرشحين.ويجب الإشارة إلى أن هذه اللائحة تتضمن بعض أسماء «المسيحيين واليهود» من أصول عربية مهاجرة. ما يدل على أنه رغم تغليف الاإعلان (وليس اسم اللائحة) بصفة «الإسلام» فهي لائحة مهاجرين أو أبناء مهاجرين. مع الإشارة إلى صعوبة التميز إلا عبر الأسماء.

ولكن ما يتفق عليه الجميع هو أنه «لا أمل لهذه اللائحة بإرسال أي نائب للبرلمان الأوروبي. فحسب قانون الانتخاب فإن اللائحة التي تُحصِّل كحد أدنى ٥ في المائة من الأصوات تدخل ضمن تعداد النسبية للحصول على عدد نواب حسب تسلسل لائحتها.

لا يمنع هذا من القول إن «العامل الاسلامي» أو «عامل المهاجرين» له دور كبير في تلك الحملة الانتخابية، وأفضل مثال على ذلك هو «حضور أو غياب» أسماء «إسلامية أو مهاجرة» من اللوائح الكبرى.

تتفق كافة استطلاعات الررأي على أن ١٣ لاءحة فقط من ضمن الـ٣٤ لها حظ بإيصال على الأقل نائب إلى البرلمان الأوروبي. ومن ضمن هذه اللوائح توجدثلاثة لوائح  لا أثر فيها لأي مرشح من أصول مهاجرة وهي لوائح اليمين المتطرف (ومن ضمنها لائحة الديغوليين أي «الجمهوريون» )، بينما تضم لائحة حزب رئيس الجمهورية ماكرون اسماً واحداً (نوال الميرني) في الترتيب الـ ٢٩ أي لا أمل لها بحصول على مقعد. ورشح الاشتراكيون اسمين (الترتيب رقم ٦ و١٩). وبالمقابل نجد  في لوائح اليسار بعض الأسماء التي تعكس تنوع المجتمع الفرنسي  لائحة «النظال العمالي» اليسارية المتطرفة أنزلت ثلاثة أسماء (في الترتيب ٩ و٢٠ و٢٨) الشيوعيون أنزلوا اسمين (الترتيب ٥ و٨) وضمت لائحة الخضر  ٤ أسماء (الترتيب ٦ و٧ و١٠ و٢٣) أما برنار هامون الاشتراكي الاسبق فإن لائحته «الربيع العربي» فهي تضم ٦ أسماء تحتل «سارة صويليحي» المركز الثاني (الترتيب ٢و ٥ و٢٢ و٢٥ و٣٠).

وإن يبدو أن لوائح اليسار والخضر تعبر بشكل أكثر واقعية عن تنوع المجتمع الفرنسي (والأوروبي) إلا أن لوائح اليمين التي لا تحمل أي اسم تعبر عن «واقعية سياسية» لا جدال فيها ذلك أو الخطر الذي يتهدد الاتحاد الأورروبي بالتفكك، والبريكسيت هو أفضل مثال، هذا الخطر مبني على رفض الهجرة والمهاجرين. وقد كان هذا العامل هو الأول في تقرير مصري بريطانيا في الاتحاد وكان عاملاً أساسياً في وصول عدد من الأحزاب «القومية» إلى الحكم في هنغاريا وإيطاليا وهولندا والحبل على الجرار.