- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أميركا تعرض حواراً على إيران من دون شروط ولكن مع إبقاء العقوبات

وجهت الولايات المتحدة الاحد دعوة جديدة لجمهورية ايران الاسلامية لبدء حوار “بلا شروط مسبقة”، لكن بدون التخلي عن عقوباتها بحق طهران.

ومن سويسرا البلد الذي يمثل المصالح الاميركية في ايران، بدا كأن وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، المعروف بتشدده في هذا الملف، يخفف قليلا موقف واشنطن بعد أسابيع من تصاعد التوتر.

وقال بومبيو في مؤتمر صحافي مع نظيره السويسري ايناسيو كاسيس في الالب السويسرية “نحن على استعداد لبدء مباحثات بدون شروط مسبقة. نحن مستعدون للجلوس معهم الى طاولة (مفاوضات)”.

وكان يرد على تصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني الذي كان أكد السبت أن أي مفاوضات مع واشنطن لا يمكن أن تتم الا في إطار “الاحترام” وليس استجابة “لاملاء” أميركي.

وأضاف بومبيو “أن الجهود الاميركية لانهاء الانشطة الخبيثة لهذه الجمهورية الاسلامية، هذه القوة الثورية، ستتواصل” ما يعني ان الولايات المتحدة لا تنوي تخفيف عقوباتها بحق ايران وبرنامجها النووي.

وأكد ان بلاده “مستعدة بالتأكيد لاجراء مباحثات عندما يثبت الايرانيون أنهم يتصرفون كأمة عادية”.

ومع ذلك فانها المرة الاولى التي تعلن فيها ادارة الرئيس دونالد ترامب التي انسحبت من الاتفاق النووي الدولي مع ايران وتكثف ضغطها الدبلوماسي والعسكري عليها، بهذا الوضوح استعدادها لبدء حوار بلا شروط مسبقة مع الجمهورية الاسلامية.

-سويسرا “وسيط”-

وكان بومبيو حدد قبل عام 12 شرطا قاسيا لابرام “اتفاق جديد” بين واشنطن وطهران تتعلق خصوصا بقيود على البرنامج النووي الايراني وكبح انشطة ايران في الشرق الاوسط والتي تراها واشنطن وحلفاؤها “مزعزعة للاستقرار”. ووفق الدبلوماسية الاميركية، لم يتحقق أي من تلك الشروط حتى الان.

وكثفت الولايات المتحدة منذ ذلك التاريخ ضغطها والذي بلغ حد نشر بارجة حربية وحاملة طائرات وقاذفات بي-52 في المنطقة وذلك بعد حديثها قبل شهر عن تهديدات بهجمات “وشيكة” للقوات الايرانية او الحليفة لها على مصالح اميركية في منطقة الخليج.

لكن في الايام الاخيرة، بدا كأن ترامب يريد تخفيف حدة التوتر مؤكدا مرارا استعداده للحوار مع القادة الايرانيين الذين أكدوا رفض عرض الحوار.

وقال ترامب “ما نريده هو عدم وجود الاسلحة النووية (الايرانية) ولا أرغب البتة في الاساءة لايران”.

وأبدت سويسرا استعدادها للقيام بدور “الوسيط” بين الدولتين.

وأكد وزير خارجيتها انه لا يمكن ان نكون “وسطاء اذا لم تتوافر رغبة من الجانبين”.

وعبر الوزير السويسري عن قلقه حيال التوتر الحالي و”المعاناة الكبيرة” التي تتسبب بها العقوبات الاميركية للشعب الايراني.

ودعا واشنطن الى تحديد “قناة” مالية حتى يتمكن الايرانيون من شراء حاجاتهم بدون التعرض لاجراءات عقابية اميركية.

ولم يرد بومبيو على طلب نظيره السويسري.

بل انه بعد التعبير عن الاستعداد للحوار بلا شروط مسبقة، عاد وصعد لهجته ضد طهران، ما قد يؤشر الى الطريق الى الحوار لا يزال صعبا.

وقال “إن التحديات الحقيقية أمام ايران ليست ناجمة عن العقوبات الاميركية، بل سببها اربعون عاما من حكم نظام اسلامي لا يهتم بشعبه بل يفضل استخدام الموارد لتدمير ارواح”.

وفضل الوزيران التزام التكتم بشأن الجهود التي تبذلها سويسرا خصوصا، للافراج عن أميركيين معتقلين في ايران.

واكتفى بومبيو بالقول في هذا الصدد إن هذا الملف يمثل أولوية لدى دونالد ترامب وإن كل مساعدة فيه من أي دولة مرحب بها.