- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

السودان: إلقاء القبض على زعماء المعارضة

أعلن السبت مساعدو القياديين السودانيين البارزين السياسي المعارض محمد عصمت وإسماعيل جلاب القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، أن قوات الأمن السودانية قد أوقفتهما بعد لقائهما رئيس الوزراء الإثيوبي خلال زيارته للخرطوم في محاولة للتوسط بين طرفي النزاع في السودان. وكان رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد وصل الجمعة إلى الخرطوم للعب دور الوسيط بين المجلس العسكري الحاكم في السودان وقادة الحراك الاحتجاجي.

وعصمت وجلاب من قيادات تحالف الحرية والتغيير الذي يضم أحزابا معارضة ومجموعات متمردة مع قادة الاحتجاجات التي تهزّ السودان منذ كانون الأول/ديسمبر الفائت. كما أن مبارك أردول الناطق باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، الفرع الشمالي من حركة تمرد جنوبية سابقة، أيضا اقتيد إلى “جهة غير معلومة”.

ويأتي ذلك بعد أيام من شن قوات الأمن حملة قمع دموية الاثنين ضد اعتصام استمر أسابيع، ما أدى إلى مقتل العشرات من المتظاهرين. ويقول شهود عيان إن الهجوم نفذته “قوات الدعم السريع” المنبثقة من قوات الجنجويد المتهمة بارتكاب فظائع في إقليم دارفور (غرب) في عامي 2003 و2004.

والتقى آبي أحمد الجمعة قادة الجيش والمحتجين في محاولة لإحياء المباحثات بين الطرفين بعد مقتل العشرات من المتظاهرين في حملة قمع دموية في العاصمة هذا الأسبوع. كما التقى آبي وفدا يمثل المعارضة ضم المعارضين محمد عصمت وإسماعيل جلاب القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال.

وصرّح مساعد لعصمت “عندما خرجنا من مبنى سفارة إثيوبيا (الجمعة بعد لقاء آبي) أوقفت سيارة فيها مسلحون محمد عصمت وأخذته إلى جهة لا نعلمها وبدون أن يقدموا أي تفاصيل”.

واعتقل جلاب من منزله صباح السبت. وقال رشيد أنوار من “الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال” إنه عند “الساعة الثالثة من صباح اليوم (السبت) حضرت إلى إقامتنا سيارة فيها مسلحون وأخذوا إسماعيل جلاب إلى جهة غير معلومة”.

وكانت قوات الأمن “أوقفت” الأربعاء نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال من منزله في الخرطوم ياسر عرمان الذي كان قد عاد إلى العاصمة السودانية من منفاه أواخر الشهر الفائت. ودان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة توقيف عرمان.

ومنذ فضّ الاعتصام، فرغت شوارع الخرطوم وبقي السكان داخل منازلهم، خصوصاً بعد أن حذّر قائد “قوات الدعم السريع” محمد حمدان دقلو من أنه لن يسمح بأن ينزلق البلد إلى الفوضى.

وقال شهود عيان إن العديد من الطرقات كانت لا تزال مغلقة السبت عبر صخور وجذوع أشجار وإطارات وضعها محتجون بعد حملة القمع. وأضاف هؤلاء أن “عناصر قوات الدعم السريع موجودين في بعض الساحات والشوارع لكن ليس بشكل واضح”.

ومُنع الوصول إلى موقع الاعتصام أمام مقرّ القيادة العامة للجيش، وقد أحاط جنود وعناصر من “قوات الدعم السريع” بكل جوانبه لإبقاء المتظاهرين بعيدين. ولم يكن بالإمكان سماع شعارات المحتجين التي هزّت الخرطوم على مدى أشهر.

وأوضح الخبير في شؤون السودان مارك لافيرن من “مركز فرنسا الوطني للأبحاث العلمية” هذا الأسبوع أن قمع حركة الاحتجاج “يهدف إلى إحباط شعب الخرطوم نفسيا”. وأضاف أن المتظاهرين “في الشوارع جميعهم متعلمون ولديهم تطلعات للديموقراطية وحقوق الإنسان والحرية”.