- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

نضالات العرب الغوغائية

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

لبنانية تتأفف وتنتقد النظام اللبناني يومياً… ولكنها في نفس الوقت تقدم نصائح للأميركيين حول كيفية التخلص من رئيسهم دونالد ترامب…

سوري مناضل من باب أول ومن عظام رقبة المعارضة … إلى جانب «تركيزه» على ما يراه من شنائع النظام السوري، يهتم أيضاً بانتقاد اليسار الفرنسي مدافعاً عن الرئيس الشاب إمانويل ماكرون.

مصري يُغني مواقع التواصل الاجتماعية بصور ومقاطع فيديو تدور حول قمع الحكومة المصرية للمعارضة…ولكنه إلى جانب ذلك ينتقد أنجيلا ميركل مواقفها من التجارة مع الولايات المتحدة ويربطها بمسألة المهاجرين…

سعودي ينتقد المطاوعة وغياب الحفلات الغنائية في المملكة ويمدح بالأمير محمد بن سلمان ولي العهد… وفي نفس الوقت ينتقد غياب الديموقراطية في فنزويلا…وتركيا!

دائما عدد كبير من العرب في الصف الأول لمنتقدي ترامب الأميركي أو بوتين الروسي أو البركسيت البريطاني أو أردوغان التركي أو أوربان النمساوي أو مادورو الفنزولي وبعضهم ينتقد أو يمدح خصمه غوايدو المدعوم أميركيا…من المسائل التي تملأ فضاء التواصل الاجتماعي العربي: الروهينغا والتيبت وحقوق الانسان في كامبوديا والدفاع عن حقوق المهاجرين على حدود الأميركية وهذا على صعيد السياسة العالمية إنها عولمة النضال العربي…

في الفضاءات الاجتماعية أيضاً نضال عربي دعماً للحجاب أو دفاعاً عن المثليين أو انتقاداً لغياب حرية التظاهر في بعض الدول أو حرية الاجهاض …إلخ… تحمل مواقع التواصل الاجتماعية ما هب ودب من النضالات العربية…

بالطبع القضية العربية الأولى فلسطين لا تغيب ولكنها حاضرة «من الأسفل» عنيت بذلك أنها تحمل دائما تصويب على «شناعة ما تقوم به اسرائيل» وكأن العرب لا يدركون ما تقوم به الدولة العبرية كل البوستات المتعلقة بفلسطين إما من نوع «حنحارب» إو من نوع «سيأتي الرد في الوقت المناسب وفي المكان المناسب» (ردٌ لا يأتي منذ عام ١٩٤٨) …ولكنفي بعض الأحيان نجد نقداً للمجتمع الاسرائيلي هو في الحقيقة مديح من حيث لا يدري حامله من نوع «محاكمة رئيس وزراء العدو…» أو من نوع «المحكمة العليا الاسرائيلي تمنع أو تسمح…» يعتقد كاتب هكذا بوستات أنه يشير إلى نقاط ضعف في المجتمع الاسرائيلي فيما هو «يشيد» من حيث لا يدري بنظام قضائي غائب عنه وعن بلاده وعن كافة الدول العربية!

نقول لهؤلاء اهتموا فقط بشؤون بلادكم لا داعي للالتفات إلى ترامب أو بوتين أو أردوغان أو مصير البركسيت اهتموا فقط ببلادكم وشوون بلادكم ناضلوا من أجل تقدم حقيقي في مجتمعاتكم …

ليست علامة حداثة أن تركبوا ركاب الانتقادات التي يوجهها مواطنو الدول المتقدمة لزعمائهم وأنظمتهم… ولا داعي للحاق بتوجهات الموضة المهيمنة على مواقع التواصل الأجنبية …مقارنة بما يعيشه العالم العربي …صحيح أن للمناخ والاحتباس الحراري أهمية وأن المياه وندرتها مسألة حيوية كما أن حقوق الحيوان والرفق به هي من علامات الحداثة والتقدم الانساني … ولكن أين حقوق كاتب هكذا بوستات من حقوق الحيوان في الغرب…

نضال غوغائي لا يفيد إلا إشباع رغبات دفينة تحمل علامات الضعف والعجز العربي.