- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حرب على أبواب إيران

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

ملف «النووي الإيراني» يحتل واجهة الإعلام،

نقرأ في الصحف المويدة لطهران نوعاً من التبجج بقدرة إيران على تحدي العالم (الغربي)، ونقرأ في الصحافة المعادية لإيران أنها تتنتهك هذا الاتفاق. وفي الصحافة العالمية والميديا بكافة أشكالها نشديد  على أن إيران تنتهك «تدريجياً»  هذ الاتفاق النووي والمعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة» الموقع في يوليو/ تموز 2015 بين الجمهورية الإسلامية والقوى الدولية العظمى (أميركا وروسيا والصين وفرنسا  وبريطانيا وألمانيا) وجاء هذا الاتفاق بعد ما يقرب من 20 شهراً من المفاوضات.

باريس وبرلين ولندن وموسكو وبكين تطالب إيران بعدم الخروج عن بنود الاتفاق… وواشنطن تهدد وتتوعد … ولكن لا أحد «يذكر» بأن هذا الاتفاق كان سارياً قبل أن يسحب الرئيس الأميركي توقيع الولايات المتحدة وبعيد فرض عقوبات أشد من السابقة.

هل لدى طهران سبيل غير الخروج من الاتفاق للعودة إلى تفاوض حول رفع العقوبات لعودة تطبيق حرفي لهذا الاتفاق؟

هذه الخطة التي رحب بها العالم. ما عدا بعض الدول التي لم تر بعين الرضا خروج إيران من عزلتها، جاءت نتيجة مباشرة لسلسة عقوبات خنقت الاقتصاد الايراني وأأجبرت النظام على القبول بالتخلي عن ٩٩ في المائة من برنامجها النووي بحوثاً  وتخصيباً.

وبالمقابل وبموجب الخطة اتفقت إيران والدول الموقعة المعروفة باسم (مجموعة 5 + 1) والاتحاد الأوروبي على رفع العقوبات الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني مقابل هذا التخلي عن برنامجها النووي. وقاد تنفيذ الاتفاق إلى أن فرصة طهران المحتملة لتطوير سلاح نووي قد تعطلت.

وتحت تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت مراراً وتكراراً أن طهران تفي بموجباتها حسب هذا الاتفاق تم رفع العقوبات المفروضة عليها بما في ذلك العقوبات المتعلقة بالمعاملات المالية والتجارة والطاقة. وكجزء من الاتفاق، تم الإفراج عن عشرات المليارات من الدولارات من أصول إيران المالية المجمّدة.

يظهر هذا الملف وعجز العواصم العالمية على «تعويض إيران» لتجنب أثار العقوبات الأميركية أن أميركا الدولة الأعظم وأن ما تقوله العواصم الغربية (باريس برلين ولندن)لإيران بضرورة ضبط النفس (فيما اقتصادها يترنح) هو إما تحايل على طهران في تقاسم للأدوار بين الدول الغربية لإعادة التفاوض على «المزيد من الشروط في الاتفاق النووي» أو إعلان عجز كامل عن التصدي لقرارات واشنطن الانفرادية. وفي كلا الحالتين ُرن خطر الحرب قائم.

السبب هو أن في حال قبول طهران بإعادة التفاوض وإدراج مسألة الصواريخ الباليستية وتقليص دورها الإقليمي إلى جانب منعاً تاماً لأي مكون نووي حتى السلمي منه، يعني هذا … نهاية النظام الإيراني كما نعرفه اليوم.

هذا الحشر للنظام يقود إلى الحرب (كما حصل مع عراق صدام) عندما تعرض على نظام أأيا كان أن ينهار بإرادته أم بعد حرب معلنة فهذا النظام يختار بالطبع … الحرب … لعل … وعسى أن ينقذ نفسه.