- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تمويل الليبي: هل قتل زياد تقي الدين نيكولا ساركوزي سياسيا؟

هل تكون قضية التمويل الليبي المحتمل (في فترة حكم معمر القذافي) لحملة نيكولا ساركوزي الرئاسية عام 2007 مجرد “مكيدة” حيكت لإهدار مسيرته السياسية؟ هذا ما طرحته أسبوعية “لوجورنال دو ديمانش” في نسختها التي صدرت  الأحدعبر نشرهاشهادة جديدةتدعم هذه الفرضية.

من جهته، أكد جاكي أتياس،محامي الشاهد الجديد الذي تحدثت إليه الجريدة والذييدعى المحفوظ لديب، أن موكله يضع نفسه “تحت تصرف القضاء” الفرنسي في حال احتاج الأمر. وقد عمل المحفوظ لديب مع رجل الأعمال الفرنسي اللبناني الأصل زياد تقي الدين في 2012 لمدة 8 أشهر كـ”مساعد” كما وصفته الصحيفة، كلف بمهمات متنوعة شملت “قيادة السيارة وحمل الدفاتر” وحتى “جلب أموال سائلة من لبنان” والتوسط له في بيع أملاك… وكان لديب أيضا صاحب شركة صغيرة.

ففي حديثه مع أسبوعية “لوجورنال دو ديمانش” أكد المحفوظ لديب أنه رأى في يوم من الأيام ملفا “خمري اللون”عند زياد تقي الدين يتضمن المذكرة الصادرة عن الاستخبارات الليبية التي قبل أن ينشرها موقع “ميديا بارت” ليفجر فضيحة هذه القضية.

ونقلت “لوجورنال دوديمانش” عن الشاهد المغربي الأصل أنه فتح هذا الملف عن فضول لأن زياد تقي الدين كان يخفيه “وراء التلفزيون” فوجد فيه “خمس أوراق مختومة من قبل الحكومة الليبية، من بينها ورقة فارغة” لم يكتب عليها أي شيء و”أخرى تحتوي على اسم نيكولا ساركوزي”. وأكد لديب “بشكل قاطع” أن الوثيقة الأخيرة هي المذكرة التي نشرها “ميديا بارت” في 28 أبريل/نيسان 2012 أي بعد يومين من اكتشاف “مساعد” تقي الدين لها.

من جانبها تفترض صحيفة “لوباريزيان” اعتمادا على شهادة لديب التي نشرت في “لوجورنال دو ديمانش” أن الوثيقة التي كانت بحوزة زياد تقي الدين قد تكون “مزيفة”. وهو ما يرجحه الشاهد فقد صرح بأنه أبصر بعينيه زياد تقي الدين وهو يضرم النار في الملف “الخمري اللون” بعدما كشف موقع “ميديا بارت” فضيحة التمويل الليبي المحتمل لحملة ساركوزي في 2007. وتابع الشاهد الجديد أن ما أكد شكوكه هو أنه سمع تقي الدين في 6 مايو/أيار 2012، أي يوم أعلن فوز فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية أمام خصمه ساركوزي، وهو يعبر عن فرحته لتمكنه من “قتل نيكولا ساركوزي” (سياسيا).

وتتابع “لوباريزيان” أن الصحافيين فابريس عرفي وزميله كارل لاسك من موقع “ميديا بارت”، وصاحبا المقال الشهير، أكدا “أن تحقيقهما الذي أفضى إلى الحصول على المذكرة” لم يشمل أبدا زياد تقي الدين بل وأنهما حصلا عليها “من أفضل المصادر الليبية”.

وذكر الصحافيان بأن “الدعوى القضائية التي رفعها ثلاث مرات نيكولا ساركوزي بتهمة “التزوير ونشر وثائق مزوة” انتهت في كل مرة بفوز “ميديا بارت”.

وبعد نشر “لوجورنال دوديمانش” للشهادة الجديدة، نشر إيدوي بلينيل مدير موقع “ميديا بارت” مقالا انتقد فيه هذه “الرواية” التي ” لا ترتكز على أي دليل واقعي” حسب تعبيره واصفا إياها بسيناريو “فيلم من “الخيال” لكنه “رديء” حيث “يباغت الشاهد تقي الدين وهو يحرق الوثائق..”. وأكد بلينيل أن “الادعاء بأن صحيفته قد تكون شاركت في عملية غامضة لإحداث زعزعة سياسية ضرب من الهذيان”.

وإلى ذلك ، يمثل رجل الأعمال اللبناني الفرنسي زياد تقي الدين أمام القضاء الفرنسي في سبتمبر/أيلول ثم كانون الأول/ديسمبر 2019، بعد أن رفع وزير الداخلية السابق كلود غيان (ورئيس حملة ساركوزي الانتخابية قبل ذلك) والرئيس السابق نيكولا ساركوزي دعوى ضده بتهمة التشهير، في قضية تسليم مبالغ مالية من القذافي لدعم حملة  ساركوزي في 2007.

ويقول تقي الدين إن الأموال سلمت لوزير الداخلية السابق على مرحلتين في مكتبه، ثم في مرحلة ثالثة في يناير 2007 للمرشح للانتخابات الرئاسية آنذاك نيكولا ساركوزي شخصيا في الشقة الشخصية للوزير.

ووجه القضاء الفرنسي إلى ساركوزي تهما تتعلق بالفساد و”إخفاء اختلاس أموال عامة” و”التواطؤ في تمويل غير قانوني لحملة انتخابية”