- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا تربح كأس نهائي الأمم الأفريقية

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

في هذا اليوم تكون فرنسا الرابح في كأس نهائي الأمم الأفريقية ! أياً كان الرابح على ملعب القاهرة: الجزائر أم السنغال  فإن الرابح هي «كرة القدم بأسلوبها الفرنسي».

فمعظم اللاعبين في الفريقين يلعبون في نواد فرنسية (٦ جزائريين و٧ سنغاليين)، بعضهم مزدوج الجنسية (١٤ لاعب في الفريق الجزائري و٨ لاعبين في الفريق السنغالي)، يتكلمون الفرنسية وعدد منهم لا يجيد إلا … اللغة الفرنسية.

وعلى مقاعد مدربي الفريقين نجد «جمال بلماضي» مدرب الفريق الجزائري وهو مولود في «شانبيني» عام ١٩٧٦ ومدرب الفريق السنغالي «ألبو سيسي» جاء وهو في التاسعة إلى نفس الضاحية وترعرع فيها، قد يكونا قد التقيا في شوارع تلك الضاحية أم لا إلا أنهما نتاج هذا المزيج الفرنسي المهاجر.

بالطبع النصر لن يكون لفرنسا العنصرية أو لماضي فرنسا الاستعماري بل سيكون لقدرة المجتمع الفرنسي الحديث على استيعاب الأقليات ودمجها والتفاعل معها، وتقديم ما يسهل نجاح أفرادها (في كرة القدم هذا الأمر بارز … ولكن يجب فعل المزيد في مجالات أخرى … ولكن هذا حديث آخر).

يظن البعض أن هؤلاء «الأجانب» المولودون على الأراضي الفرنسية يتألقون لأن بنيتهم الجسدية قوية ومؤهبة لمارسة الرياضة، قد يكن الأمر صحيح في بعض جوانبه. إلا أن المدرسة الفرنسية في كرة القدم أثبتت قدرتها التقنية على استنباط قدرات الشباب (والشابات مؤخرا) لرفع قدراتهم التقنية الرياضية. دون الدخول  في عملية جرد أسماء، يكفي الإلتفات إلى كبرى النوادي في العالم لنرى أن كبار اللاعبين فيها من أصول فرنسية أو… أصول مهاجرة ولدت وترعرعت في فرنسا.

تركيبة الفريقين وتداخل مسيرتهم الرياضية مع حياتهم اليومية في «الشأن الفرنسي» هي إجابات واضحة لليمين المتطرف العنصري الذي لا يريد أن يلتفت إلى هذا القسم من الشعب الفرنسي الذي هو من الجيل الثالث وعلى عتبة الجيل الرابع والذي بات يشكل ما يزيد عن ربع الشعب الفرنسي.

قد تفسر أصول اللاعبين والمدربين نزول الآلاف إلى الشارع اليوم (كما حصل قبل اسبوع) أما العنف (غير المبرر) الذي يرافق مظاهر البهجة هذه سوى تعبير عن أن «المصعد الاجتماعي» الفرنسي الشهير معطل وأن هذا القسم الكبير من الشعب الفرنسي ذو الأأصول المهاجرة، ما زال مرميا علي ناصية مسيرة تقدم المجتمع الفرنسي…وهي نوع من دعوة للسلطات للإلتفات إلى الضواحية المهمشة والمهملة.