- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حرب النجوم الفرنسية… في ملعب الصغار

تضع فرنسا ميزانية ملياري دولار من الاستثمارات السنوية في مجال الفضاء المدني والعسكري، ولكنها تبقى بعيدة عن الدول الثلاث التي تتصدر هذا القطاع، وهي الولايات المتحدة التي تستثمر خمسين مليار دولار في قطاع الفضاء والصين (عشرة مليارات) وروسيا (أربعة مليارات)، حسب أرقام الحكومة الفرنسية.

رغم ذلك تكشف وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي في مقر “قيادة الدفاع الجوي والعمليات الجوية” في قاعدة ليون مون فردان حيث ستعلن التوجهات العسكرية الفرنسية الكبرى في الفضاء الساحة الأساسية للجيوش الذي تحول إلى ساحة جديدة للمواجهة بين القوى الكبرى.

وكان ماكرون أكد في 13 تموز/يوليو “سنعزز معرفتنا بالوضع الفضائي وسنحمي أقمارنا الاصطناعية بشكل أفضل، بما في ذلك بطريقة فعلية”، ممهدا بذلك لمراقبة معززة للفضاء ولاستخدام قدرات هجومية ردا على تهديد.

من جهتها، صرحت بارلي في 16 تموز/يوليو أن “الأمر يتعلق بردع اعتداءات خصومنا المحتملين، وحتى تأمين الحماية الفعلية منها”. وذكرت بقضية “القمر الاصطناعي التجسسي” الروسي لوش أولامب الذي حاول في 2017 الاقتراب من القمر الاصطناعي العسكري الفرنسي الايطالي أثينا فيدوس.

وأوضحت الوزيرة الفرنسية حينذاك أن “تطوير أسلحة موجهة إلى الأرض من الفضاء ليس جزءا من الأهداف” طبقا للمعاهدات الدولية التي تشدد على الاستخدام السلمي للفضاء. ويفترض أن تتطرق بارلي الخميس إلى الوسائل العملية التي تنوي فرنسا التزود بها للدفاع عن أقمارها الاصطناعية.

ومن التجسس إلى التشويش والهجمات الالكترونية والأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، يبدو الفضاء أساسيا للعمليات العسكرية وأصبح ساحة مواجهة بين الدول.

وتخوض القوى الفضائية الكبرة في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين وروسيا، منذ سنوات سباقا للهيمنة على الفضاء.

وكان ماكرون أعلن أنه سيتم في أيلول/سبتمبر المقبل إنشاء “قيادة كبرى للفضاء” في سلاح الجو الفرنسي الذي “سيصبح اسمه سلاح الجو والفضاء”.

هذه القيادة الجديدة التي ستتمركز في تولوز مركز الصناعة الجوية والفضائية الفرنسية، ستضم “كل الوسائل المشتتة لجيوشنا وتلك التي تساهم في الاستخدام الجيد للوسائل الفضائية”، على حد قول بارلي.

وبذلك تحذو باريس حذو واشنطن التي أعلنت عن تشكيل “قوة فضائية” تابعة لسلاح الجو تخصص حصرا للنشاطات الفضائية (أقمار اصطناعية وصواريخ واسلحة…).

ويشير النائبان أوليفييه بيشت وستيفان ترومبي اللذان وضعا مؤخرا تحقيقا حول الدفاع الفضائي إلى أن “الدفاع عن أقمارنا الاصطناعية المدنية والعسكرية في الفضاء، أي امتلاك القدرة على أن نرى ونتجنب ونتحرك ونقوم بتحييد تهديد هو رهان يتعلق بالسيادة الوطنية والأوروبية”.

واضافا أن كل فرد يمكنه أن يتخيل بسهولة الفوضى التي ستعم الأرض إذا شلت فجأة كل وسائل نقلنا واتصالاتنا ومعاملاتنا المصرفية”.

واقترح البرلمان خصوصا تعزيز مراقبة الفضاء من الفضاء عن طريق “تزويد أقمارنا الاصطناعية بأجهزة استقبال بتقريب” أو “وضع أقمار اصطناعية في المدار لتقوم بدوريات” وكذلك تطوير “وسائل مراقبة من الأرض” برادارات ومناظير جديدة.

أما بشأن الميزانية، فقد وعد ماكرون بأن “تخصص استثمارات جديدة لا بد منها” لتمويل تعزيز القدرات الفضائية العسكرية الفرنسية. وستتحدث بارلي أيضا عن قيمة الميزانية التي ستخصص لذلك.

ويخصص قانون البرمجة العسكرية الفرنسي للعام 2019-2025 على تخصيص ميزانية قدرها 3,6 مليارات يورو للدفاع الفضائي. وسيسمح خصوصا بتمويل تجديد الأقمار الاصطناعية للمراقبة والاتصالات وإطلاق ثلاثة أقمار للتنصل الكهرومغناطيسي وتحديث رادار المراقبة الفضائية.