- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الجيش السوري في كوباني (عين العرب)

أعلنت مصادر المعارضة السورية  أن قوات سورية حكومية دخلت مساء الأربعاء مدينة كوباني (عين العرب) في شمال سوريا، مصحوبة بقوات روسية، بموجب اتفاق مع الإدارة الذاتية الكردية لمواجهة الهجوم التركي المستمر منذ أسبوع ضد مناطق سيطرتها.

ومن جهته قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان إن “قوات النظام ترافقها قوات روسية دخلت مساء الأربعاء مدينة كوباني” ذات الغالبية الكردية والحدودية مع تركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي، والتي طالما أعلنت أنقرة نيتها السيطرة عليها.

وأكد أحد سكان كوباني، أثناء تواجده في مركز المدينة، دخول قافلة لقوات النظام، مشيرا إلى أنها تتضمن ثماني حافلات وناقلتي جند وترفع العلم السوري.

وقال رامان صالح “من المفترض أن ينتشروا قرب الحدود مع تركيا”، مضيفا “إنها خطوة إيجابية لتفادي أن تقع مجازر بحق السكان”.

ولكوباني رمزية خاصة كونها شهدت في العام 2015 على أولى أبرز المعارك التي هزم فيها المقاتلون الأكراد بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ومنذ ذلك الحين، باتت تُعد وحدات حماية الشعب الكردية رأس الحربة في قتال التنظيم المتطرف، وتعززت علاقاتها مع واشنطن التي استمرت بدعمها بعد انضوائها في تحالف قوات سوريا الديمقراطية.

ويأتي دخول الجيش السوري مدينة كوباني على خلفية اتفاق الأكراد مع دمشق، وينص على انتشار قوات النظام السوري على طول الحدود مع تركيا لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية في تصديها للهجوم التركي.

وبموجب الاتفاق أيضا، انتشرت قوات النظام خلال اليومين الماضيين في مدينة منبج ومحيطها (شمال شرق حلب) وبلدة تل تمر (شمال غرب الحسكة) ومحيط بلدة عين عيسى (شمال الرقة).

وكانت قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية سيطرت الثلاثاء على قاعدة انسحب منها الجنود الأمريكيون قرب كوباني.

وسيطرت القوات التركية والفصائل الموالية لها خلال أسبوع من الهجوم على منطقة حدودية تمتد نحو 120 كيلومترا بين محيط بلدة رأس العين (شمال الحسكة) ومدينة تل أبيض (شمال الرقة).

وبرغم الإدانات الدولية والعقوبات التي فرضت على تركيا، أصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نيته مواصلة الهجوم ضد المقاتلين الأكراد.

وأمام الانتقادات التي طالته متهمة إياه بالتخلي عن الأكراد، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف لإطلاق النار، وأوفد إلى تركيا نائبه مايك بنس ووزير خارجيته مايك بومبيو لبحث الأمر.

إلا أن أردوغان، الذي سبق أن رفض التفاوض مع الوحدات الكردية التي يعتبرها مجموعة “إرهابية”، قال “حالا، هذا المساء، ليلق جميع الإرهابيين سلاحهم ومعداتهم ويدمروا كل تحصيناتهم وينسحبوا من المنطقة الآمنة التي حددناها”.

ووصل نحو ألف كردي سوري خلال الأيام الأربعة الماضية إلى إقليم كردستان العراق المجاور، فارين من العملية العسكرية التي تشنها تركيا في شمال سوريا، بحسب ما أشار مسؤولون الأربعاء.

وقال مسؤول العلاقات والإعلام في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في إقليم كردستان العراق رشيد: “وصل الأربعاء نحو 800 لاجئ سوري” إلى المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي.

وأضاف أن بينهم “285 لاجئا غالبيتهم من النساء والأطفال، وصلوا إلى مخيم بردراش بمحافظة دهوك” الحدودية مع سوريا، “وهناك 540 لاجئا آخرين في طريقهم إلى المخيم”.

وفي التداعيات الأخرى للهجوم التركي على شمال سوريا، أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أنه تم “تجميد” كافة العمليات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي برغم هزيمته الميدانية لا يزال ينشط على شكل خلايا نائمة.
وقال عبدي في مقابلة باللغة الكردية على تلفزيون “روناهي” الكردي: “لقد قمنا بتجميد كل أعمالنا في مواجهة داعش الآن” في إشارة إلى التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أن الامر سيقتصر على “العمل الدفاعي” لصد هجماته.