- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا: تسيير دوريات تركية وروسية في المناطق الكردية

في ختام لقاء جمع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في سوتشي بجنوب روسيا، أعلن الرئيس التركي الثلاثاء في مؤتمر صحافي التوصل إلى “اتفاق تاريخي” حول سوريا. وجاء هذا اللقاء قبل بضع ساعات من انتهاء المهلة التركية للمقاتلين الأكراد في شمال سوريا المهددين بهجوم جديد بعد هدنة قصيرة.

وذكر أردوغان “اليوم توصلنا مع بوتين إلى اتفاق تاريخي حول مكافحة الإرهاب، وحول الحفاظ على سلامة الأراضي السورية والوحدة السياسية لسوريا، وعلى عودة اللاجئين”.

وأضاف أن تركيا وروسيا اتفقتا على انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا‭‭ ‬‬إلى ما بعد  30 كيلومترا من الحدود التركية ومغادرة بلدتي تل رفعت ومنبج. وأن القوات التركية والروسية ستقومان بدوريات مشتركة في شمال سوريا في نطاق عشرة كيلومترات من الحدود مؤكدا أن أنقرة ستعمل أيضا مع موسكو من أجل تأمين عودة اللاجئين السوريين الموجودين حاليا في تركيا.

وقال أردوغان إن هذا الاتفاق مع بوتين يشمل بشكل خاص المناطق الواقعة شمال شرق سوريا حيث تتواجد القوات الكردية، لكن الهجوم التركي لم يكن قد شملها لدى تعليق العمليات العسكرية.

وكانت قوات النظام السوري انتشرت في هذه المناطق بعد أن تلقت طلبا بذلك من القوات الكردية.

ومن المفترض ان ينتهي انسحاب القوات الكردية مساء الثلاثاء من منطقة حدودية بطول 120 كلم بين بلدتي تل أبيض ورأس العين، وهما البلدتان اللتان استهدفهما بشكل أساسي الهجوم التركي في القطاع الأوسط من شمال شرق سوريا.

وتابع أردوغان أنه بالنسبة إلى الشريط الحدودي الممتد شرق وغرب هذه المنطقة، على القوات الكردية الانسحاب منها “خلال مهلة من 150 ساعة ابتداء من الثالث والعشرين من تشرين الأول/اكتوبر الساعة 12،00 (التاسعة ت غ) على أن يكون هذا الانسحاب بعمق 30 كيلومترا ومع سلاحهم”.
وقال أردوغان أيضا “إن تحصينات هذه المنظمة ومواقعها ستدمر”.

وتابع الرئيس التركي أيضا “بنهاية مهلة 150 ساعة ستباشر دوريات تركية وروسية العمل بعمق 10 كلم غربي وشرقي منطقة عمليات نبع السلام. وسيتوجب على الإرهابيين في تل رفعت ومنبح الخروج من هذه المنطقة بسلاحهم”.

وشن الرئيس التركي الذي يطالب بمنطقة آمنة عند حدود بلاده، عملية عسكرية بداية تشرين الأول/أكتوبر في شمال شرق سوريا على وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها أنقرة “إرهابية” رغم تحالفها مع الغربيين ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وعلق هذا الهجوم منذ الخميس في ضوء هدنة تفاوض عليها الأتراك والأمريكيون. لكن وقف إطلاق النار ينتهي الثلاثاء في الساعة 19,00 ت غ وأكدت تركيا أنها ستستأنف هجومها إذا لم ينجز المقاتلون الأكراد انسحابهم.

وأكد أردوغان قبل توجهه إلى روسيا أن “عملية (وقف إطلاق النار) تنتهي اليوم عند الساعة 22,00 (19,00 ت غ). إذا لم يتم احترام الوعود التي قطعها الأمريكيون، ستُستأنف العملية بعزم أكبر”.
ورفض أردوغان دعوة وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين إلى تمديد وقف إطلاق النار.

وصرح “لم أتلق اقتراحا مماثلا من ماكرون. ماكرون يلتقي الإرهابيين وقد اختار هذه الوسيلة ليبلغنا اقتراح الإرهابيين”.

وإذا كانت موسكو أعلنت تفهمها لبعض المطالب التركية، فإنها احتوت في الواقع طموح أنقرة عبر تشجيع الحوار بين دمشق والأكراد.

وفي هذا السياق، استعادت قوات النظام السوري بناء على طلب كردي مناطق كانت في أيدي المقاتلين الأكراد بخلاف رغبة أنقرة.

وذكر أحد مستشاري الكرملين يوري أوشاكوف الاثنين ردا على سؤال عن المحادثات بين بوتين وأردوغان “الأمر الأساسي بالنسبة إلينا هو تحقيق استقرار دائم لسوريا والمنطقة، ونرى أن ذلك ليس ممكنا إلا بإعادة وحدة أراضي سوريا”.