- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بكين: قوى أجنبية تشجع العنف في هونغ كونغ (حصري)

ندد وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاثنين بالاضطرابات المستمرة منذ أشهر في هونغ كونغ ووصفها بأنها “أعمال عنف محضة” متهما قوى أجنبية ووسائل الإعلام الدولية بتأجيج الأزمة السياسية.

جاءت هذه التصريحات في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس، لتكون الإدانة المباشرة التي يطلقها مسؤول صيني بارز للاحتجاجات التي اندلعت قبل خمسة أشهر وشهدت خروج الملايين إلى الشوارع للمطالبة بمزيد من الديموقراطية.

وقال وانغ يي في المقابلة التي جرت خلال زيارته باريس الاثنين “ما يحدث في هونغ كونغ اليوم ليس بأي شكل من الأشكال احتجاجات سلمية”.

وأضاف “إنها أعمال عنف محضة. هذه أعمال غير مقبولة في أي بلد”، متهماً المتظاهرين بمهاجمة الشرطة وعامة الناس وشل وسائل النقل.

وتشهد هونغ كونغ احتجاجات عنيفة منذ عشرين أسبوعا، مع تصاعد العنف على الطرفين.

ورغم أن الحشود الضخمة كانت تقوم بمسيرات منتظمة بشكل سلمي، اندلعت الاشتباكات مراراً بين مجموعات أصغر من المحتجين المتشددين وشرطة مكافحة الشغب.

وألقى المتظاهرون المتشددون القنابل الحارقة والطوب على الشرطة، كما قاموا بتخريب المتاجر التي يُعتقد أنها مؤيدة للصين. وردت الشرطة بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.

ومع عدم وجود حل سياسي في الأفق، احتدمت الصدامات مع مرور كل شهر.

ومنذ تسلمها هونغ كونغ من بريطانيا في 1997، تدير الصين هذا المركز التجاري طبقا لنموذج “دولة واحدة ونظامان” والذي يسمح للمدينة بحريات غير موجودة في البر الرئيسي.

لكن الغضب الشعبي يتزايد منذ سنوات بسبب مخاوف من أن بكين بدأت في تقليص هذه الحريات، خاصة منذ تولي الرئيس شي جينبينغ السلطة في عام 2012.

واندلعت احتجاجات هذا الصيف في البداية بسبب معارضة الاقتراح الذي ألغي الآن، للسماح بتسليم المشتبه بهم جنائياً إلى بكين. وسرعان ما تحولت إلى حركة أوسع مناهضة للحكومة بعد أن اتخذت بكين والقادة المحليون في هونغ كونغ موقفا متشددا.

تتهم الصين بانتظام “قوى خارجية” بإذكاء الاضطرابات في هونغ كونغ، وغالباً ما تستشهد بتصريحات بعض السياسيين الغربيين الداعمين للاحتجاجات.

وفي مقابلته مع فرانس برس اتهم وزير الخارجية الصيني قوى خارجية.

وقال “هناك قوى أجنبية تشجع هذا النوع من العنف في الشوارع بهدف زعزعة الاستقرار في هونغ كونغ، وزرع الفوضى … للقضاء على التقدم التاريخي الذي تم إحرازه منذ تطبيق سياسة دولة واحدة- نظامين”.

وأضاف “لن ينجح هذا أبداً”، مؤكدا أن حكومة هونغ كونغ ستكون قادرة على إعادة تأسيس “النظام الاجتماعي والاحترام لحكم القانون”.

وأكد وانغ انه “بدعم من بكين، ستواصل هونغ كونغ تطبيق صيغة نظام دولة واحدة ونظامين”.

كما استهدف وانغ وسائل الإعلام الأجنبية، وقال إن بعضها “يصف هذا العنف بالديموقراطية والسلمية، في تجاهل تام للواقع”.

وأضاف أن هذه الوسائل الإعلامية “لا تتردد في وصف تصرفات الشرطة بأنها عنف. إذا كان يمكن اعتبار مثل هذه المزاعم حقيقة، فكيف يمكننا أن نتخيل أنه لا يزال هناك عدالة في هذا العالم؟”.

وانتقدت وسائل الإعلام الحكومية الصينية – التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي – الاحتجاجات، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي أيضًا من خلال قنواتها التلفزيونية العالمية وحساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي وبينها تويتر وفيسبوك المحظوران في الصين.

انتشرت مخاوف من أن تلجأ الصين إلى إرسال قوات لانهاء الاضطرابات في هونغ كونغ.

والأسبوع الماضي حذر الرئيس الصيني من أية محاولات لإحداث انقسام في الصين قد يؤدي إلى “كسر اجسام وسحق عظام”.

إلا أن مسؤولين صينيين صرحوا مرارا أن بكين تعتقد أن قوة الشرطة في هونغ كونغ قادرة على التعامل مع الاحتجاجات.

ويعتقد بعض المحللين أن الرئيس الصيني قد يتعرض إلى إدانة دولية في حال تكرار حملة القمع ضد المطالبين بالديموقراطية في ساحة تيان انمين في 1989 عندما نشرت الصين دبابات وقوات لسحق الانتفاضة ما أدى إلى مقتل نحو ألف شخص.