- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

كيف وقع نصر الله في فخ القمصان السوداء!

نقطة على السطر

بسّام الطيارة
قبل خمسة أيام ظهر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وبعد أن أكد تفهمه للحراك الشعبي وأحقية المطالب أعلن عدة «مسلمات سياسية» رأى فيها المراقبون رفضاَ تاماً لكل مطالب المتظاهرين والحراك الشعبي. وهو إما عبر هذا الخطاب أعطى ضوءاً أخضراً لضرب الحراك أو أن لغته كانت غير مفهومة من أنصاره. لنر:
– طلب من أنصاره ترك ساحات الاحتجاج فإذا هم ينزلون بقمصان سوداء لضرب المتظاهرين وفك الاعتصامات (بدأوا في الجنوب قبل أن يصلوا إلى وسط العاصمة بيروت).
– حذر من دفع البلاد نحو حرب أهلية ولكن يكفي أن نرى صور «ضرب المعتصمين وحرق الخيم لندرك أننا على عتبة ما لا يحمد عقباه…
– شدد على إنه لا ضرورة للدفاع عن المقاومة… ولكن يبدو أن مؤيديه فهموا الرسالة خطأ واعتبروا أن الدفاع عن المقاومة يتم في ساحات بيروت!
– أكد أنه لا يقبل الذهاب إلى الفراغ… ولكن ما يمكن تسمية اليوم الـ ١٤ من شلل البلاد؟
– وأكد أنه لا يؤيد استقالة الحكومة… ها هي الحكومة وقد استقالت…
– وأكد أنه لا يقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة… (عش تر)
– أكد أنه لا يقبل إسقاط العهد… (عش تر)
هذه اللائحة المتسلسلة من خطاب نصر الله ليست للكيدة ولكن للتساؤل لماذا أخطأ أمين حزب الله في تقديراته وقراراته؟
خطأ نصر الله هو أنه لم ينتبه إلى أن الحراك تجاوز خطوط الطائفية والمذهبية التي هي أساس برمجيات التفكير السياسي في لبنان،
أفضل مثال على ذلك مشاهد «الخبيط» في وسط بيروت حيث صورة القمصان السوداء مرتبطة بـ«مراسم جدٌ مذهبية» وقبل ذلك ردة فعل عدم التسامح في المناطق التي كانت تعتبر معقلاً له بسبب تركيبة سكانها المذهبية (النبطية وصور).
لم يقرأ نصر الله «طوبولوجيا الحراك» حيث نجد من يتكلم باسمهم هو وحركة أمل نسبة لا بأس بها من الجموع التي تحتل الساحات وتمسك أيدي بعضها البعض في سلسلة بشرية لم يشهدها لبنان (لا بل عدد قليل جدا من الدول) سابقاً.
الحراك كان حراكاً شعبياً في حرية التعبير وحتى لو أن البعض صرخ إما كرهه للمقاومة أو للحزب أو للسياسيين على حزب الله أن يبث في عقول مؤيديه مبدأ «حرية التعبير عن الآراء» وأن ينزع من عقول مؤيديه «نظرية المؤامرة» عند ذلك يجد أن ٧٥ في المئة ممن نزل في الساحات يؤيد المقاومة …شرط عدم تقييد حريته الفردية