حذر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، الاثنين، من “اي تدخل عسكري خارجي” بعد اقتراح الجامعة العربية نشر قوة دولية عربية مشتركة في سوريا. وردا على سؤال، خلال مؤتمر صحافي حول احتمال ارسال فرنسا قبعات زرق الى سوريا، قال جوبيه “نعتقد اليوم ان اي تدخل عسكري خارجي سيساهم في تفاقم الوضع ما دام لا يوجد بعد قرار من مجلس الامن الدولي الذي يعد الهيئة الوحيدة المخولة اجازة اي مثل هذا التدخل”.
واكد جوبيه ان فرنسا ستدعم مبادرة الجامعة العربية “اللجوء الى الجمعية العامة للحصول على ادانة في الامم المتحدة”، وأكد دعم فرنسا لقرار الجامعة العربية “جمع مجموعة اصدقاء سوريا للضغط على الجهات المعرقلة في مجلس الامن والضغط ايضا على النظام الذي يجب عليه ان يرحل بعد المجازر المتعاقبة في حمص ومدن سورية اخرى”. واضاف ان فرنسا “ستشارك” في هذا الاجتماع الذي سيعقد في تونس في 24 شباط/ فبراير.
وكانت فرنسا أكدت على لسان المتحدث باسم خارجيتها، برنار فاليرو، أنها ليست بوارد إغلاق سفارتها في دمشق الآن، ورحّبت بالعقوبات الجديدة التي فرضتها جامعة الدول العربية على النظام السوري، وبقرارات وزراء الخارجية العرب بدعم المعارضة وإرسال مبعوث خاص من الجامعة إلى سوريا.
وقال فاليرو “لقد أوقفنا التعاون مع النظام ولكننا نواصل الحوار مع المجتمع المدني”، مشيراً إلى أن بلاده تابعت عن كثب مناقشات جامعة الدول العربية في القاهرة وهي “تثني على التعبئة المستمرة للجامعة التي لا تزال تقود المجتمع الدولي نحو إيجاد تسوية سلمية للأزمة السورية”.
من جهة أخرى، أعربت الخارجية الفرنسية عن قلقها إزاء الإشتباكات التي شهدتها مدينة طرابلس شمال لبنان في نهاية الأسبوع الماضي على خلفية تباين المواقف من الأزمة السورية والتي سقط ضحيتها 3 أشخاص.
وذكرت في بيان أنه “في سياق تفاقم القمع في سوريا فإن فرنسا تقف إلى جانب السلطات اللبنانية في سعيها لإنهاء التوترات الداخلية وتحيي دور القوات المسلحة اللبنانية في إنهاء الاشتباكات”. وقالت إن باريس “تأخذ بالاعتبار قلق الشعب اللبناني إزاء المأساة السورية”، مؤكدة أن رسالة فرنسا للبنانيين واضحة بهذا الشأن وهي “ضرورة تغليب الحوار والوحدة الوطنية والسلام الأهلي من أجل تجنّب إستجلاب نزاع ليس نزاعهم”.