- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

من استعجل الشيء قبل أوانه …عوقب بـ… حرمانه (كلهم!)

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

«من استعجل الشيء قبل أوانه …عوقب بـ… حرمانه» مقولة تنطبق على كل أمر: في علوم الشرع ولكن أيضاً في كافة المجالات. نظرة إلى ما يحدث في لبنان نرى أن الأمر ينطبق على كافة الجهات وكل المسؤولين في الصف الأول كما في الصف الثاني.

لنبدأ بـ جبران باسيل فهو «استعجل» تثبيت أفضل وضعية له في السباق الرئاسي ولو كلفه الأمر أن يكون محدلة تطحن كل المواثيق والقوانين والعرف السارية في بلاد الأرز. النتيجة أنه استفز معظم القوى حتى بات مطلب «كلهم مرفوضون وفي مقدمتهم …باسيل». وللأسف حتى لحظة كتابة هذه السطور ما زال يصول ويجول مستنعجلاً «الشيء».

لنعود إلى الرئيس الجنرال ميشال عون: فهو «استعجل التوريث» ومن أجل ذلك تجاوز كل حدود اللياقات أكان ذلك في التوظيفات أو في توزيع المغانم واستفذ أكثيرة لبنانية لا تغطيها بعض الآلاف الذين تواجدوا بعد جهد جهيد على أبواب قصره يهتفون باسمه كأنه زعيم حزب وليس رئيس كل اللبنانيين.

نعود لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري: فهو تمهل (كثيراً)  قبل أن «يستعجل استقالة» لم تفده ولم تساهم بزيادة شعبية فقدها عندما … «استعجل» العودة إلى السراي قبل سنتين ونيف…

حزب الله الحزب الأقوى في لبنان بعد أن استطاع «ربح معركته السورية» وشاهد بأم عينه الثمن الذي تريد أميركا أن يدفعه مقابل حلفه مع دمشق وطهران، «استعجل» تسجيل موقف «سياسي في الحكومة المقبلة» عوضاً عن أن يستوعب ويتقبل مطالب الجماهير (خصوصاً في معاقله) فهو «استعجل» حرق كل المراكب ليقول للقوى السياسية تحالفي مع عون أمامكم والبحر وراءكم وفي الواقع في كلا الحالتين خسارة له أيات تكن النتائج.

الطاقم السياسي وعلى رأسهم نبيه بري رئيس المجلس الذي طنطن اسمه على شفاف المتظاهرين وباتت قيمة حساباته في سويسرا  على شاشة كل هاتف محمول في أيدي الشعب الذي نزل الشوارع والساحات، هذا الطاقم «استعجل» العوردة إلى كومبينات قديمة وتطبيقات بين بعضهم البعض في محاولة لاستيعاب غضب الجماهير التي لا تحمل لحى حتى يتم تبويسها.

المعارضة من وليد جنبلاط إلى سمير جعجع، هذه المعارضة «استعجلت» ركوب موجة المتظاهرين وكأنها ليست ركن من أركان هذا النظام الذي يبغضه اليوم الشعب اللبناني.