- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بعد خطاب عون المتمسك بحكومة «تكنو-سياسية» قطع الطرق مجدداً

بعد نحو شهر من حراك شعبي غير مسبوق منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول ضد الطبقة السياسية في لبنان، اقترح الرئيس ميشال عون الثلاثاء تشكيل حكومة مناصفة من سياسيين واختصاصيين، مبديا عتبه لعدم إيفاد المتظاهرين ممثلين عنهم للتحاور معه.

وصرح عون في حوار تلفزيوني بثته شاشات التلفزة المحلية إنه “لا يمكن تشكيل حكومة صدمة (…) وحكومة تكنوقراط صرف لا يمكنها أن تحدد سياسة البلد”، مقترحا حكومة “تكنو-سياسية، لأنه إذا لم تكن كذلك فلا غطاء لها” ولن يكون لها “الصفة التمثيلية الشعبية”.

ويشهد لبنان تظاهرات غير مسبوقة، شارك فيها مئات آلاف المطالبين برحيل الطبقة السياسية مجتمعة. ويشكو المتظاهرون من الفساد المستشري وسوء الخدمات العامة وترهل البنى التحتية وفشل الحكومات المتعاقبة في حل الأزمات الاقتصادية.

وتحت ضغط الشارع، قدم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالة حكومته في 29 تشرين الأول/أكتوبر، ولم يبادر عون بعد إلى تحديد موعد لبدء الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل حكومة جديدة، ما يثير غضب المتظاهرين الذين يطالبون بتشكيل حكومة تضم اختصاصيين ومستقلين عن الأحزاب السياسية.

واعتبر عون أن مطالب الحراك الشعبي “محقة” لكنه انتقد عدم وجود أي قياديين في صفوفها.

وتابع قائلا “دعوناهم الى لقاء لنتحدث معا.. لكنني لم أتلق جوابا”، في إشارة إلى دعوة وجهها إثر اندلاع حركة الاحتجاجات.
وتخللت المظاهرات انتقادات واسعة وشتائم طالت تحديدا صهر عون، وزير الخارجية جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر. ويحمل عليه خصومه سعيه للاستئثار بالسلطة مستفيدا من كتلة وزارية وازنة ومن تحالفه مع حزب الله، المدعوم من إيران.

وكانت وسائل إعلام محلية أفادت عن استشارات يجريها الحريري لتشكيل حكومة لا تضم وجوها استفزازية بينها باسيل.

وتابع عون في كلمته إن “أحدا لا يستطيع أن يمنع باسيل من حقه كرئيس أكبر كتلة نيابية وأن يضع فيتو عليه في نظام ديمقراطي”، إلا أنه في الوقت ذاته أبدى مرونة لناحية احتمال استبعاده بقوله “لدي مبدأ ألا يكونوا (الوزراء) من داخل البرلمان”.

ورجح عون أن تبدأ الاستشارات النيابية قبل نهاية الأسبوع، لكنه قال إن ذلك “رهن أجوبة سنتلقاها من المعنيين”.

ولفت الرئيس اللبناني إلى أنه ثمة “صعاب كثيرة ذللناها ولا تزال لدينا نقاط أخيرة” مؤكدا رغبته في تشكيل “حكومة منسجمة وليس متفرقة”.

ولم ينف وجود ضغوط تمارس من الخارج حول مشاركة حزب الله في الحكومة، وقال “لا يستطيعون أن يفرضوا علي أن أتخلص من حزب يشكل على الأقل ثلث اللبنانيين” معتبرا أن (الخارج) “يطلب منا أشياء لا يمكننا أن نقوم بها”.
وفور إنهاء عون لكلمته، بادر متظاهرون إلى قطع طرق عدة في وسط بيروت وجنوبها وطرابلس والبقاع.

وقال هيثم الدرزي (36 عاما) لوكالة الأنباء الفرنسية في وسط بيروت “الناس لم تقتنع بوجهة نظر الرئيس كونه لن يتم تشكيل حكومة حاليا وسيكون مسارا يحتاج وقتا طويلا”.

وأضاف “سنعاود مجددا قطع الطرقات لممارسة ضغط أكبر في الشارع لإسقاط الرئيس”.