باريس – بسّام الطيارة
يعرض بطرس المعري أعماله في غاليري كلود لومان…مجموعة تحت عنوان «سوريا حبيبتيى» (Syrie mon amour). عندما ندخل لنلتقي بلوحات كبيرة تمثل أعماله نفاجأ … نقول أعماله ولكنها في الواقع تشخيص للعلاقة الحميمية التي جمعته مع سكان الأحياء الشعبية الدمشقية أو رواد المقاهي وفي طليعة شخصيات لوحاته (بالطبع) الحكواتي وأبطال قصصه وفي طليعتهم (بالطبع) عنترة!
نرى في الغاليري الهادئة في الشارغ الضيق في ظل برج مونبارناس تأرجح المعري بين عبق دمشق وأجواء الغرب الحديث وهو ما يطبع مجمل الأعمال المعروضة ويضع علامة«خصوصية» للفنان.
التشديد علىة أهمية الفنون الشعبية في الفضاء التشكيلي لبطرس المعري لا تتوقف عند استحضار عنترة وعبلة وامتشاق سيف الذكريات ولكنه هنا يتجاوز النبرة الفلكلورية ويغوص في رفع القيم البصرية من جلسة الحكواتي إلى أكداس الكتب العتيقة إلى جانب الأراكيل بينما رواد المقاهي الشعبية الموصوفة تشارك «الزائر المتلقي» وتنظر إليه بعجب وقد انتقلت من شوارع دمشق إلى قلب باريس.
يقول الفنان «إن اللوحة في النهاية بالنسبة -له- فضاء للتعبير ولإفراغ شحنة»…وهي « مساحة للتنفس أكثر مما هي عمل فني لذاته أو عمل خطابي».
الرسالة الوجدانية علقت على حيطان «حي توما» الحاضر في الأعمال مع تساؤل الفنان عن مصير … الحي والبلد..واختيار حي توما ليس من باب الصدفة (وإن لم يؤكد ذلك المعري مباشرة) إلا أنه بمثابة بوصلة للخروج من العنف الدموي ولإعادة اللحمة لأبناء شعبه، وهي رسالة وإن هو لم يعبر عنها بشكل مباشر فهي حاضرة بقوة.
Galerie Claude Lemand
16, Avenue Littré
75006 Paris