- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

كل الشيعة لا يركبون دراجات نارية وكل المشاركين بالحراك لا يقطعون الطرق

نقطة على السطر
بسّام الطيارة
يدرك القاصي والداني بأنه لا يمكن أن تتحرك مجموعات منظمة «عسكريا»  في بيروت وصور مساء الإثنين في تشكيلات منسوبة إلى مناصري «حركة أمل» و«حزب الله» من دون موافقة المراجع العليا في كلا الحزبين.
ويدرك أيضاً القاصي والداني أيضاً أن مجموعات قطع الطرق «بشكل منهحي» في مناطق حساسة في سعي لشل الحركة في البلاد وتشكيل ضغطاً سياسياً على السلطات، لا يمكن أن تنطلق هذه المجموعات من دون تنسيق مع أحزاب المعارضة أي قوات جعجع والكتائب وتيار المستقبل وحزب جنبلاط.
حجة التصدي لقطع الطرقات تدور على مواقع التواصل الاجتماعي منذ اسبوع وارتفعت نسبتها مع الدعوات لـ«شل الطرقات» ومن نافل القول إن مطلقيها من محازبي الحزبين الشيعيين.
حجة حرية قطع الطرق للضغط على السلطات والدفع نحو القبول بطروحات حكومة تتلائم مع مواقف جعجع والحريري وجنبلاط وهي السلاح الأمضى في يد محازبي الأحزاب المعارضة لحلف «حزب الله»  والتيار العوني.
أما وقد وضعت نقاط التوضيح هذه فوجب علينا أن لا نكون شموليين بمعنى  أن:
١) الذين صرخوا «شيعة شيعة» وطالبوا بـ« ٧ أيار» لا يمثلون لا كل شيعة لبنان ولا كل محازبي «حزب الله» .
٢) الذين يقطعون الطرقات بشكل ممنهج واستفزازي لا يمثلون «انتفاضة لبنان» ولا الحراك الشعبي، وهم قلة إذا ما قيست بمئات الآلاف من المواطنين الذين يحتلون الساحات بأجواء عيد الحرية.
٣) الحراك الشعبي العابر للطوائف والمناطق والأحزاب والانقسامات بريء من هذه التحركات المشبوهة في الاتجاهين وهو يمثل الاكثرية في البلد.
من هنا الخوف البديهي المبني على التجارب هو أنه :يمكن أن تقود لعبة الاستفزازات المتبادلة بين ما بات يسمى «نيو ٨ آذار» و«نيو ١٤آذار» إلى توافق الفريقين للعودة إلى حكم تشاركي كما كانت الحال في الحكومة السابقة بعد تسوية الخلافات «البسيطة» على كيفية تقاسم غنائم الدولة.
الخوف أيضاً من اللعب على الوتر الطائفي المذهبي بعد عمليات تحشيد كبيرة تمت في الضاحية الجنوبية لبيروت، والوقفات التضامنية وإضاءات الشموع المتبادلة عند كلا الفريقين كل ذلك يمكن أن يقود إلى «انسحاب» مجموعات وأفراد من الحراك الشعبي ليبقى فقط في ميادين الساحات وأمام المصارف وبعض منازل الفاسدين مجموعات مبعثرة  يسهل على قوات الأمن تفريقها.
بالطبع إن الدعوات التي صدرت من ناشطين في الحراك لـ«الخروج من الساحات لتفويت الفرصة على محاولة تخريب الحراك» (الموجهة بشكل مباشر نحو حزب الله) تدخل ضمن محاولة انقاذ «حراك لبنان ينتفض » والابتعاد عن حركات تكسير واجهات محال تجارية وتحطيم سيارات.
ولكن إنقاذ الحراك يكون بخروج «الأكثرية الشيعية» للتصدي لمحاولات دفعها لركوب موجة التصدي للانتفاضة لتكون وقود نزاع طائفي مذهبي.
وأيضاً إنقاذ الحراك يكون برفع صوت المخلصين لانتفاضة لبنان بين محازبي الحريري وجعجع وجنبلاط والتصدي لمحاولات استعمالهم وقوداً للعودة إلى «الأعمال وتقاسم أرباح الفساد».