- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فلسطين تتسلل بين الربيع

نجاة شرف الدين

في الوقت الذي كان العالم العربي يعيش على ايقاع التطورات في سوريا، بين الجامعة العربية ومجلس الامن الدولي، وفي ظل تعقيدات المشهد السياسي في دول الربيع العربي، ظهر في الاعلام وبخجل خبر الاتفاق بين حركتي فتح وحماس في الدوحة.
كان يمكن ان يكون الخبر عاديا، لو لم تكن نتيجته الانقسام الذي حصل وعاشه الفلسطينيون لسنوات والذي دفعوا ثمنه غاليا من دمائهم وأرواحهم وارزاقهم، وربما كان أيضاً يمكن ان يكون عاديا في ظل ظروف عربية مختلفة .
القضية الفلسطينية كانت العنوان العربي الابرز منذ العام 1948، وهي ارتبطت بمختلف التحولات التي حصلت في العالم العربي، وكانت العنوان الابرز إعلاميا عربيا وعالميا، والانقسام الذي حصل ما بين فتح وحماس ورام الله وغزة اغرق القضية الفلسطينية في وحول الانقسام الداخلي وترك اثره على الواقع الفلسطيني، فما الذي حصل اليوم ليجعل التقارب ممكنا؟
جرت محاولات عديدة في الماضي وبرعاية مصرية من اجل جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الا انها باءت بالفشل، وعندما بدأ الربيع العربي وامتد الى سوريا، بدأ الحديث عن انتقال مقر حركة حماس من دمشق الى الدوحة، كما تزامن مع صعود الاخوان المسلمين في تونس ومصر ومن ثم المغرب، وعلاقة الصحوة الحماسية اليوم بصعود الاخوان كونها ولدت من رحمهم.
الاعلام العربي والغربي ورغم المقالات والمساحات القليلة التي تم تخصيصها للحديث عن الاتفاق وتوقيته، بعد ان كان الخبر الاول لسنوات، انقسم بين من ركز على دور قطر في هذه المرحلة التي تريد سحب الورقة الفلسطينية من يد السوريين، وبين من ركز على الموقف الاسرائيلي الرافض لمشاركة حماس، في اي مفاوضات فلسطينية، ومهددا فتح بعدم استئناف إي تفاوض،
وما بينهما هناك من ذهب لاعتبار ان الاتفاق سيواجه في الداخل، خاصة في ظل عدم حماسة الغزاويين (وغياب الاحتفالات بالتوقيع)، وما تبعها من زيارات قام بها رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية وآخرها الى ايران ولقائه الرئيس احمدي نجاد وأية الله علي خامنئي .
فلسطين تسللت بين الربيع من باب الاتفاق الداخلي، في لحظة، غابت فيها فلسطين القضية من المشهد العربي…