- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تفاؤل حيال الأزمة الدبلوماسية بين قطر ودول الحصار

أعرب وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن تفاؤله حيال الأزمة الدبلوماسية في الخليج، مؤكّدا أنّ المحادثات الجارية مع السعودية “كسرت الجمود” القائم منذ أكثر من سنتين.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في حزيران/يونيو 2017 علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم جماعات إسلامية متطرفة والتقارب مع إيران، وهو ما نفته الإمارة.

وترافق قطع العلاقات مع إجراءات اقتصادية بينها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية، ومنع استخدام المجال الجوي وفرض قيود على تنقّلات القطريين.

وقال الوزير القطري الذي زار السعودية مؤخّرا، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” بثّتها الاثنين “هناك تقدّم (…) كسرنا الجمود (…) وبدأنا التواصل مع السعوديين”.

وتابع “من وجهة نظرنا في قطر، نود أن نستوعب” مصادر الخلاف، مضيفا “نريد ان ندرسها ونقيّمها وأن نتطلّع إلى الحلول التي يمكن أن تحصّنا في المستقبل من أي أزمة محتملة”.

وتقدّمت الدول الأربع بـ13 شرطا لإعادة العلاقات مع الإمارة الثرية، بينها اغلاق قناة الجزيرة، وخفض العلاقات مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر.

لكن الوزير القطري شدد على أن الدوحة ليست مستعدة لتغيير علاقتها مع تركيا، التي تعتبر قطر أنّها إلى جانب إيران، ساعدتها في تخطّي تبعات المقاطعة الاقتصادية للدول الأربع.

وأوضح أن “أي دولة فتحت لنا أبوابها وساعدتنا خلال الأزمة، سنبقى ممتنين لها (…) ولن ندير ظهرنا لها أبدا”.

والاسبوع الماضي، انعقدت قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض بغياب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لكن الوفد القطري حظي رغم ذلك باستقبال حار لدى وصوله إلى المملكة لحضور الاجتماع السنوي.

واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني لدى وصوله إلى المطار في العاصمة السعودية.

لكن رغم ذلك، اتهمت أبوظبي قطر بمحاولة “شق الصف” بين الدول المقاطعة لها.

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر السبت “التسريبات القطرية الاخيرة بشأن حلّ أزمة الدوحة مع السعودية الشقيقة دون الدول الثلاث تكرار لسعي الدوحة إلى شق الصف والتهرب من الإلتزامات”.

وتابع “الرياض تقود جبهة عريضة من أشقائها في هذا الملف والملفات الإقليمية الأخرى، والتزامها بالمطالب والحلفاء أساسي وصلب”.

ويرى محللون أن الأزمة أضرت بالدول المقاطعة لقطر أكثر مما أضرت بالدوحة.

وقال مصدران مطلعان على المفاوضات، بينهما دبلوماسي عربي، لوكالة فرانس برس، إن هناك من “يعارض” في أبوظبي عودة العلاقات.

وهذا يعني إمكانية وجود “سلام متشعب”، ما يعني قيام الدوحة بتطبيع العلاقات فقط مع بعض الدول المقاطعة لها وبينها السعودية التي تشترك معها في حدودها البرية الوحيدة.

وفي مقابلة بثتها قناة الجزيرة الإثنين، أكد وزير الخارجية القطري أنه يأمل في أن يؤدي احراز تقدم مع السعودية إلى “خطوات” مع الدول الاخرى المقاطعة لقطر.

وقال “الباب مفتوح للجميع وكما ذكرنا من بداية الأزمة قطر مستعدة للجلوس مع الجميع والحوار معا”.

وأشار “الآن الخطوات التي نخطوها، مع المملكة العربية السعودية، ونتمنى أن تسفر عن نتائج إيجابية، قد تقود إلى أيضا خطوات إيجابية مع الآخرين” في إشارة إلى الدول الاخرى.

وفي الأسابيع الأخيرة، ظهرت بوادر انفراج إذ شاركت السعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج لكرة القدم في قطر هذا الشهر.

وتبادل الطرفان بعدها الاتهامات حول مواضيع أخرى، من أداء فريضة الحج في مدينة مكة المكرمة في السعودية، إلى قرصنة حسابات على موقع “تويتر”.

وتسبب الخلاف الخليجي في انقسام عائلات مختلطة بين البلدين، ورتب على الشركات القطرية المزيد من النفقات، كما زاد من تعقيدات السفر في المنطقة والجهود الدبلوماسية.