- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قلتم العنف ” الثوري”؟

قلتم العنف ” الثوري”؟ هل هو تكرار قطع الطرقات العشوائي والعودة الى اقفال شوارع بيروت وحرق الدواليب وقطع طريق الجنوب بالتناوب على بعض المناطق ذات السمعة الدموية أيام الحرب الاهلية؟
اليس ما يحصل هو انه في نفس اللحظة التي يدعي فيها البعض الإطاحة بأسلوب السلطة فهو يتصرف على نسقها بالاستيلاء على مفارق السيادة الموهومة للتحكم بتعيين نفس الأشخاص الذي ظن البعض انهم خارج اطار تحقيق المطالب الساعية فعلا الى دولة مدنية؟ لا هذا هو العنف الوبائي الذي يجفل منه جمهور كبير من شباب يحاولون الانسلاخ عن روابطهم التقليدية والعرفية… كل ثورة تدخلها جماعات الولاء القديم تنحو ضمنا الى البحث عن حلفاء تربط بعضها ببعض علاقات ولاء وأحلاف، شرطها الأكيد هو ألّا تفقد هذه الجماعات قوامها العصبي الداخلي، وألّا يلتحق أفرادها وآحادها، على صفتهم الفردية، بكيانات أوسع أو بكيان غالب يقوم على الحق المدني…اعلم ان ما أقوله هو تجريد للأهل ولاولاد الحارة وصاحب الدكان من صفات طالما كانت عماد بناء سلطة الزعيم… ولكن هذا هو مقتل الجماعات الغالبة او المغلوبة على امرها وعندها تنكشف ركاكة البطل المتنكر بوجه لا تظهر فيه طائفيته ويهوم بحثا عن السيادة في حارة …
أيّها الصّديق.. توقّف عن الخوض في لماذا وكيف.. ورفقاً بروحك التي بين جنبيك.. اترك لينين وستالين وتروتسكي وادخل صالة الامتحان….فلمعرفة سؤال العدو الحقيقي او الموهوم يجب الذهاب الى ساحته ليس لضربه باسم تقصمك لدور السلطة ولكن لتفهم لماذا يتوالد هذا العنف الوبائي ويتطرق الى كل أركان الاجتماع والتأنس مثل حصانة الحياة وحرمتها، والتزام الاحتكام الى سنن معروفة ونافذة، لا تشكك باعراض النساء ولا برجولة الرجال والحؤول دون جموح العنف الى اقاصيه، وتمييز الأهل المخالفين من الأعداء…قلتم أعداء الثورة أو أعداء من الثورة؟.