- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عودة العنف إلى دارفور

فر المئات من سكان مخيمات للنازحين حول مدينة نيالا عاصمة ولاية غرب دارفور الثلاثاء باتجاه الحدود التشادية على بعد نحو 27 كيلومتر عن المدينة إثر اشتباكات قبلية بين مجموعات عربية واخرى إفريقية .

وقال زعيم قبلي طلب عدم ذكر اسمه لاسباب امنية في اتصال هاتفي من المدينة أن “مسلحين من المجموعات العربية يرتدون ملابس مدنية يحيطون بمخيمات النازحين خاصة مخيم كردينق وكلما تحاول القوات الامنية الاقتراب منهم يطلقون عليها النار فتتراجع ولذا خرج سكان المخيم سيرا نحو تشاد”.

واندلعت مساء الأحد وطوال يوم الاثنين اشتباكات قبلية في مدينة الجنينة عاصمة الولاية هي الاولى في الاقليم منذ الاطاحة بالرئيس عمر البشير في نيسان /أبريل.

وكانت السلطات قد أعلنت الاثنين في بيان “بعد تداول لجنة أمن الولاية حول الاحداث التي شهدتها مدينة الجنينة … يحظر تجوال المواطنين في جميع اجزاء ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة اعتبارا من الخامسة مساء وحتى السادسة من صباح الغد”.

وقال شهود عيان أن الاشتباكات بدأت في المدينة مساء الاحد وتواصلت الاثنين بالاسلحة وتم إحراق عدد من المنازل. وتدور الاشتباكات بين منتمين لمجموعات عربية وأخرى إفريقية.

واكد مصدر امني أن أصوات اطلاق الرصاص كانت لا تزال تسمع حتى منتصف نهار الثلاثاء .

وقال المصدر لفرانس برس عبر الهاتف “حتى الساعة الثانية عشر بالتوقيت المحلي ( 10,00 ت غ ) كانت تُسمع أصوات الرصاص والان صمتت لكن الوضع محتقن وأمس هاجم مسلحون على متن سيارات قوات أمنية تحرس مقار حكومية وقتلوا اثنين منهم”.

وقال ادم محمد حسين من سكان المدينة “على أطراف المدينة شاهدت عشرات الاسر وهي تتجه نحو تشاد بعضهم سيرا والبعض على دواب وقليل منهم على متن سيارات”.

وقالت طيبة رمضان احدى الفارات من مخيم كدرنيق لفرانس برس عبر الهاتف “تم حرق منازلنا والان ليس لدينا ما نلبسه او نأكله والجثث ملقاة على الارض تركناها عندما فررنا من الخيم صباح اليوم”.

واعلنت الحكومة الانتقالية في الخرطوم مساء الاثنين ارسال مزيد من القوات إلى مدينة الجنينة.

ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) عن عمر مانيس وزير رئاسة مجلس الوزراء صدور قرار “بإرسال قوات كافية فوراً من كافة مكونات القوات المسلحة والاجهزة الامنية للسيطرة على الموقف”.

وأضافت “سيقوم وفد رفيع المستوى برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الاول لرئيس مجلس السيادة والدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء بزيارة مدينة الجنينة والوقوف على الاوضاع فيها على الارض”.

وعقدت الحكومة في الخرطوم اجتماعا طارئا الثلاثاء وشكلت لجنة تحقيق في الاحداث.

وقال محمد الفكي الناطق باسم مجلس السيادة “تم تشكيل لجنة من النائب العام وممثلين للقوات المسلحة وجهاز المخابرات والدعم السريع والشرطة لتقصي الحقائق حول الاحداث والاشخاص الذين تسببوا فيها وتقديمهم للعدالة”.

وكانت فصائل مسلحة تتفاوض مع الحكومة في جوبا قد علقت التفاوض جراء الاحداث وقالت في بيان الاثنين “ظل مسار دارفور يتابع بقلق شديد منذ يوم الأمس الاحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة الجنينة … وإزاء هذه الاحداث يؤكد مسار دارفور على تعليق المفاوضات … إلى حين معالجة الاوضاع والتحقيق في الجرائم المرتكبة في حق المواطنين”.

ويشهد الاقليم الذي تتجاوز مساحته مساحة فرنسا اضطرابات منذ عام 2003 عندما حملت مجموعات تنتمي إلى أقليات إفريقية السلاح ضد حكومة الخرطوم التي يساندها العرب.

وردا على ذلك جندت حكومة عمر البشير مليشيات عربية تتهمها منظمات حقوقية بارتكاب فظائع اثناء النزاع، ما أفضى إلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق البشير واثنين من معاونيه وزعيم قبلي بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية .

ووفقا للامم المتحدة تسبب النزاع في مقتل 300 الف شخص ونزوح 2,5 مليون آخرين.