- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

التمييز بين الشرعية والمشروعية الدولية

د. سهيل الزين

هناك متسع من الوقت لكل الشماتات ولكل انواع الغطرسة والسخرية بل وللتمييز بين الشرعية والمشروعية الدولية، ولكنه ليس من الثورية بمكان ان يطالب البعض بدولة قانون ويدعم اعمال قتل دولية مخالفة للقانون. بل ليس من الثورية بمكان حرق سفارة او قنصلية ايرانية والرد عليها بضرب سفارة امريكية…

نعم هناك حصانات دبلوماسية عرفية لا يجوز المساس بها لها شرعيتها ومشروعيتها ولا ينفع تسطيح الحديث عن الامبرياليات للتستر على الفعل الامريكي…

أنا لم اغير موقفي لا دفاعا عن صدام ولا عن ايران ولكن غزو العراق هو عدوان بفهوم القانون الدولي…وقتل ابو بكر البغدادي وسليماني هي من الاعمال المخالفة للشرعية الدولية وخرق للسيادات المغلوبة على امرها…

ومن المفارقات المبكية والمضحكة في آن واحد هو انه هناك قضيتان عالقتان بين الولايات المتحدة وايران امام المحكمة الدولية بشأن تجميد اموال المصرف المركزي الايراني في امريكا وبشأن خرق اتفاقية الصداقة الايرانية الامريكية التي لم تلغ منذ عقود. وكان نواف سلام احد القضاة الذين صوتوا على قرار المحكمة المؤقت والتمهيدي الطالب من واشنطن ان ترفع العقوبات عن المواد الغذائية والحاجيات الانسانية بانتظار الحكم النهائي، في الوقت الذي لا تزال لولايات المتحدة تطعن في هذا القرار وفي صلاحية المحكمة بالنظر في هاتين القضيتين…

لبنان ليس العراق وله جيران لا يحترمون القوانين الدولية ايضا، وليس من مصلحة اللبنانيين ان يتصرفوا وكأن القانون الدولي هو القانون الامريكي في قضايا المال والمصارف ولا في تبرير خطوط ترامب الحمراء…