- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اسعد حيدر يكتب عن بدايات الثورة الإسلامية

بسّام الطيارة

لا يوجد كاتب أو صحفي أو مثقف «عايش الثورة الخمينية» في إيران من الداخل وراقبها من الخارج مثل أسعد حيدر. صاحب القلم والخبرة في الكتابة والاعلام خلال مسيرة طويلة نسج خلالها علاقات قوية مع العديد من القادة العرب وبشكل خاص فسطينيي الثورة في لبنان وتونس وأيضاً مع كبار مسؤولين دوليين خصوصاً في فرنسا.

قبل إنطلاقة الثورة الإسلامية كان حيدر من «المقربين-المستمعين» للإمام الخميني في ضواحي باريس… كان «مقرباً» بحكم علاقاته الصحفية بأركان المعارضة في الخارج… وكان «مستمعا» بحكم عمله الصحفي.

«عرف» حيدر الإمام الثائر ومحيطه  في الخارج قبل عودة الخميني منتصراً إلى إيران وهروب الشاه، ولكن هذه المعرفة بقيت في إطار «الحشرية العلمية» ولم يتخل حيدر عن «نظرته النقدية للنظام الإسلامي منذ انطلاق الثورة وخلال مسرتها، وقل من يعرف بخبايا إيران الثورة إيران اليوم مثل حيدر.

هذه المرافقة الصحفية للثورة الإيرانية – وهو عمل شبه تخصصي في الصحافة العالمية قل أن نراه في الصحافة العربية – ما عدا حسنين هيكل وعلاقته بعبد الناصر-  وهذا العمل الدؤوب يجعل «معادين» إيران حائرين من نقده للنظام الإيراني وهذا الإلتصاق بالحدث الثوري الإيراني منذ انطلاقته تجعل «محبي» إيران أيضاً حائرين من هذا النقد.

لا شك أن الكتاب الذي دفعه أسعد حيدر للنشر يحمل هذه الموضوعية ويصف بعد ٤٠ سنة مسار الثورة وتقلباتها وما آلت إليه ويحمل عنوان انطلاقها: « أيام مع الإمام الخميني وبدايات الثورة» (دار الفرابي)، اليوم لا يمكن لأي ناقد الذي ينظر إلى صورة الغلاف إلا أن يدرك أن هذا الكتاب سيحمل في طيات صفحاته الكثير من الأخبار الغائبة بحكم غياب الموضوعية في الكتب والمقالات التي تكتب عن إيران.

لا ريب أن محتويات هذا العمل الذي حدثني عنه الزميل والصديق أسعد – بانتظار قراءة متأنية وبالطبع شغوفة-، يحمل كماً من المعلومات التي تراكمت في دفاتر الملاحظات والحواشي التي كنا نرى أسعد يرميها على كل ورقة تقع تحت يديه من شرف طاولة مطعم إلى استعمال محرمة كلينكس لنقل معلومة أو ملاحظة يعود ليستعملها. وقد شاهدت بأم عيني تكديس أوراق الخرطوش في مظاريف بنية اللون عديدة، وعد أسعد حيدر أصدقاءه بتجميعها ونشرها حتى يستفيد البحاثة والمهتمين بالشأن الإيراني وبمسار الثورة وتقلباتها.

لا شك أن هذا الكتاب سيكون مرجعا بحثيا لمن يهتم بهذا الشأن.

أسعد حيدر وعد، وأسعد حيدر فعل!  وها هو الكتاب على رفوف المكتبات وصدر الكاتب منفتح بانتظار التعليقات والنقد البناء،

فإلى لقاء مع الكاتب خلال حفلة توقيع نقابة الصحافة اللبنانية في بيروت يوم الجمعة الواقع فيه 7 شباط/ فبراير الحالي بين 3 و 6 من بعد الظهر.