- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني يؤكد لقاءه ونتانياهو

عقد الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي الثلاثاء اجتماعا مع المجلس الحاكم لاطلاعه على ما جرى في اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أعلن أن اللقاء تناول تطبيع العلاقات بين البلدين.

ونقلت إحدى وكالات الأنباء العالمية عن ضابط سوداني رفيع قوله إن الإمارات العربية المتحدة لعبت دور الوسيط في ترتيب اللقاء وهي تسعى أيضاً لدى الإدارة الامريكية إلى رفع العقوبات المفروضة على السودان.

وقال مصدر حكومي سوداني لوكالة الأنباء الفرنسية إن المجلس السيادي الانتقالي والذي يضم مدنيين وعسكريين “عقد اجتماعا لمناقشة الأمر”. وأكد المصدر أن الفريق البرهان الذي عاد من عنتيبي أطلع المجلس على الاجتماع مع نتانياهو.

واعتبرت هذه الخطوة مفاجئة لمجلس الوزراء الانتقالي، علما أنه أول لقاء من نوعه على هذا المستوى بين البلدين اللذين هما نظريا في حالة حرب.

وقال مكتب نتانياهو الإثنين إنه التقى الفريق عبد الفتاح البرهان في مدينة عنتيبي الأوغندية، وأضاف إنهما “اتفقا على بدء التعاون للوصول إلى التطبيع الكامل في علاقة البلدين”.

لكن مجلس الوزراء السوداني قال في بيان مساء الإثنين إنه لم يكن على علم باجتماع الزعيمين، وإنه سيعقد الثلاثاء اجتماعا طارئا لبحث الأمر، وفق مصدر حكومي. وأوضح المصدر أن البرهان الذي عاد من عنتيبي سيطلع المجلس الثلاثاء على مضمون اللقاء.

وقال مكتب نتانياهو إن السودان يسير في “اتجاه إيجابي جديد” وأنه أطلع مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة على الموقف.

وقال إن “البرهان يحاول المساعدة على تحديث بلاده من خلال إخراجها من عزلتها وإعادتها إلى الخريطة الدولية”.

عقد لقاء عنتيبي بعد إعلان السودان أن بومبيو دعا البرهان لزيارة رسمية إلى واشنطن لبحث العلاقات الثنائية. وهي الدعوة الأولى التي يتلقاها رئيس سوداني منذ ثلاثة عقود.

ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تضع السودان على لائحتها للدول التي تصفها بأنها “راعية للإرهاب” وهو وضع موروث من نظام البشير الذي استضاف زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامه بن لادن في الفترة من عام 1992 إلى 1996.

وأكد فيصل محمد صالح المتحدث باسم الحكومة الغثنين أن مجلس الوزراء علم باللقاء من أجهزة الإعلام. وقال “لم يتم إعلامنا أو مشاورتنا حول اجتماع رئيس مجلس السيادة الانتقالي برئيس الوزراء الإسرائيلي”.

التزم السودان على مدى عقود بالمقاطعة العربية لإسرائيل بسبب احتلالها الأراضي الفلسطينية وجراء معاملتها للفلسطينيين.

ويتطلع الفلسطينيون إلى موقف عربي موحد منذ أن أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي خطته للسلام في الشرق الأوسط والتي تعطي إسرائيل ضوءا أخضر لضم أراض محتلة في الضفة الغربية بما فيها غور الأردن. وهذه الأراضي جزء رئيسي من الدولة التي ينشدها الفلسطينيون.

“طعنة في الظهر”

وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات مساء الإثنين إن “هذا اللقاء طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجا صارخا عن مبادرة السلام العربية في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي تصفية القضية الفلسطينية”، حسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا).

ووصف الحزب الشيوعي السوداني الاجتماع بأنه “خيانة للقضية الفلسطينية”.

وقال فتحي فضل المتحدث باسم الحزب عبر تصريح بثه بالصورة والصوت عبر صفحته الرسمية على فيس بوك “ما حدث طعنة في ظهر الشعب السوداني ومواقفه المساندة للقضية الفلسطينية ومساندته لحقوق الشعب الفلسطيني”.

كما انتقد فضل بيان المتحدث باسم الحكومة قائلا إنه “كان على بيان مجلس الوزراء والناطق الرسمي باسمه فيصل صالح أن يدين هذه الخطوة ويرفضها لا أن يتحدث عن عدم إبلاغه بها وأن يعلن عن موقفه صراحة من الاجتماع”.

والحزب الشيوعي جزء من تحالف الحرية والتغيير المكون للحكومة. وهو التحالف الذي قاد الاحتجاجات التي أطاحت بعمر البشير.

وعقب حرب عام 1967 التي استولت إسرائيل فيها على الأراضي الفلسطينية عقد الزعماء العرب في العاصمة السودانية الخرطوم قمة عرفت بعدها بقمة “اللاءات الثلاث” وهي “لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض” مع إسرائيل.

ولم يعقد سوى الأردن ومصر معاهدتي سلام مع إسرائيل، في حين تشهد علاقات الدولة العبرية تحسنا مع دول الخليج التي تشاطرها قلقها من دور إيران في المنطقة.