- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

توجه أميركي لإبعاد عون عن حزب الله

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

تقفل اليوم أبواب مؤتمر “ميونخ الأمنى ” فى دورته الـ”٥٦” في مدينة ميونخ الألمانية . وقد شارك هذه السنة عدد من زعماء الدول ورؤساء الحكومات. والحديث يدور كما هو الحال منذ المؤتمر الأول عام ١٩٦٣ حول سبل «محاربة التهديدات المحدقة بالسلم العالمى».

إلا أن المؤتمر تناول بشكل مباشر وغير مباشر تغير موازين القوة في العالم، وهو يلعب دور «مؤتمر ظل سياسي» في موازاة مؤتمر دافوس التي يراه البعض بأنها «مؤتمر ظل اقتصادي». اللقاءات «الإعلامية» كثيرة إلا أن وراء الكواليس يمكن الوصول إلى رؤوس أقلام ما يحضره صانعو القرارات الدولية،

مصدر أوروبي كبير مقرب من الملف اللبناني ذكر، شرط كتمان هويته، أن بلاد الأرز احتلت حيزاً من اهتمام القوى الكبرى المتداخلة في شؤون الشرق الأوسط، وذلك وسط تجاذب بين «الحلفاء» حول أفضل الطرق لمنع انهيار الاقتصاد اللبناني وما يعنيه هذا من فوضى يمكنها أن تنعكس عنفاً في المنطقة وفي أوروبا.

يقول المصدر إن «الجو الانتخابي في واشنطن يؤثر على الملف الفلسطيني ولكن لا يطال الملف اللبناني» ويؤكد أن السلطات الأميركية «أيا كانت مستقبلاً نتيجة الانتخابات الرئاسية» لديها ثابتة في سياستها اللبنانية تدور حول ضرورة «كسر علاقة لبنان وإيران»، وذلك بغض النظر عن الوضع الإقليمي. ويشرح المصدر هذه اللازمة الأميركية تجاه لبنان بـ«وجود لوبي لبناني أميركي قوي لا يرى بعين الرضا سيطرة إيران عبر حزب الله على مقاليد الحكم في لبنان»، ويضيف بأن «عقدة ترامب تجاه إيران» جاءت لتزيد من حدّة هذه المواقف.

ما العمل؟

يقول المصدر إن الدول الأوروبية تتخوف كثيراً من «انهيار اقتصادي للبنان» ويذكر بشكل خاص فرنسا ويشير إلى «مزدوجي الجنسية الذين ستهب باريس لنجدتهم»  أضف إلى تخوف أوروبا من «هجرة كثيفة… ستشمل بالطبع عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين». من هنا فإن الجهد الأوروبي منصب على «لجم» الاندفاعة الأميركية.

ويشدد المصدر على أن واشنطن في حيرة من أمرها «ولا تدري أي خيط عليها أن تمسك»  ويستفيض بالشرح ويبدأ بالحديث عن «بلد الطوائف» ويتابع بالقول: «الحريري … سعد الحريري رئيس الوزراء السابق… هو الأقوى في طائفة السنة ولكنه بات ضعيفاً على مستوى لبنان، ولا يوجد من يحل محله» ويتابع «لا توجد قوة تستند عليها واشنطن للبدء بالدفع بحزب الله خارج التوليفة الحاكمة للبنان. فالحزب الاشتراكي ضعيف لا يستطيع أن يقود معركة سياسية ولا يوجد أي قطب سني ليقود مواجهة سياسية». أم القوات «التي يمكن الركون إليها فهي تستفز قسماً كبيراً من اللبنانيين… وخصوصاً لدى السنة وبشكل قري في طرابلس وصيدا وبشكل أخف في بيروت».

يقول المصدر إن «ميشال عون رئيس الجمهورية هو أضعف من أن يبتعد عن حزب الله… بعكس صهره جبران باسيل الرجل القوي في التيار السياسي لعون»، الذي لا يكف عن إرسال إشارات للضفة الأميركية. ورغم أن «نفور اللبنانيين من باسيل بارز» إلا أن المصدر يقول حسب تحليله الشخصي فإن «هذا النفور يعود لأسباب سياسية – خلافه مع الحريري- ولكن ليس نفوراً متأصلاً تاريخياً».

نسأل المصدر وما هي الخطوات المقبلة حسب رأيه؟

يشدد المصدر بأنه لن يكون هناك أي عنف وهذا متفق عليه مع الأميركيين. وتستعد باريس لتنفيس احتقان الأميركيين عبر إطلاق حملة «قد تكون قضائية» لتسليط الضوء على الفساد المستشري في الأوساط الحاكمة اللبنانية. ولم يقل المصدر  بشكل مباشر علاقة هذه الخطوات بالحملة الأميركية على حزب الله «والتي يقودها مساعد الوزير ديفيد شينكر». ولكنها حسب قول المصدر «ستجعل حول الحزب الشيعي فراغاً سياسياً وشعبياً يدفعه للانسحاب من واجهة السياسة ويسهل مسألة التقارب الأميركي مع تيار عون» ويشدد المصدر على أن السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد تدعم هذه المقاربة بشكل واضح» ويساعدها في إقناع البيت الأبيض ووزير الخارجية وكيل الوزارة ديفيد هيل».

نسأل: «والحراك؟ أي الانتفاضة في ساحات لبنان؟». يرفع حاجبيه وسكت المصدر ولا يجيب. يبتعد خطوات ثم يعود ليقول «ابحث عن الطوائف تجد الإجابة»،

 

.