- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حصان طروادة وحكومة حزب الله

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

اللقاء تم في باريس في الاسبوع الماضي. المجتمعون هم من المهتمين (رسميا) بالشأن اللبناني من «كلا الأطراف» (!). محور الحديث «حكومة حزب الله».
أما بعد؟
طرف واحد تكلم. مضمون حديثه: حزب الله لا يعرف جيداًما يدور حوله بعكس الظاهر. ويشرح هذا الطرف ملابسات تأليف الحكومة التي «تركبت على جهل الحزب بما يحصل خارج البلاد» ويتابع «الحزب مهووس بالعقوبات الأميركية»، وضيف في الواقع إن رجال الأعمال الذين «يدعمون الحزب – متبرعين أو مكرهين- أو لا يدعمونه ولكنهم من الطائفة الشيعية… هم الذين يلوحون بخطر العقوبات على الحزب» ويدفعونه نحو هذا المهوار.
يستطرد الطرف متسائلاً لو لم يكن كذلك الأمر … فما هو خوف الحزب من العقوبات؟ هو تنظيم شبه عسكري يحصل على تمويل خارج إطار الشبكات المصرفية…ويضيف «يعلم المجتمعون معي أن الحزب لا يعتمد كثيرا على شركات وإذا قبض على مهربين فهم يتلبسون بالحزب… (نظر الجميع إلى السقف …حسب المصدر الذي شدد على ضرورة كتم هويته!).
يقول الطرف «الحزب جاهل بما يحيط به لأنه مهووس بأميركا…» يتردد قليلاً ويبتسم ويقول «حبذاه لو ظل مهووساً باسرائيل فقط!» (نظر الجميع إلى السقف …مرة ثانية).
يسأل «أكبر الأطراف الحاضرة» لماذا تقول هذا وكيف جاهل. يبتسم الطرف المتحدث ويقول «انظر إلى هذه الحكومة… هل هي حكومة محاربة … أميركا والنظام المالي العالمي ..؟!».
يتابع «صحيح أنه هو الذي ركّب هذه الحكومة لذلك أقول أنه يجهل لبنان والعالم والتاريخ…». يتابع بعد أن يكبت سعالاً خفيفاً «يعتقد الحزب أنه بحماية مسيحيي لبنان… لأنه حماهم من داعش… ولكن اللبناني ذاكرته قصيرة جداً … أضف إلى زن جماعة عون لا تتكلم ولا تمون على/كل مسيحي لبنان/». يبتسم ويتابع «بعد اسبوع سيمتنع لبنان عن دفع ديونه … أي أنه سيعلن إفلاسه»… يضحك مرة ثانية ويتابع «عندها قل لي هل سيبقى مسيحيو لبنان مع عون الذي التصق بالحزب للوصول إلى السلطة؟». ويضيف «صم أن الآتي أعظم عندما تبدأ دول الخليج- وأنا أعرفهم جيداً- بالضغط على مؤيدي عون…رجال الأعمال …ومن ثم بدء ملاحقة الأموال المكدسة في المصارف في الخارج». يتنهد الطرف ويقول بصوت خافت «سيلعنون الساعة التي ركبوا قطار عون…»
يسأل «أكبر الأطراف الحاضرة» هذا تحليلك الشخصي؟ يجيب الطرف: «لا هذه معلومات من موقعي السابق… ومن بعض أطراف الحكومة الجديدة الذين لا بد أن يعترضوا على عدم تسديد الديون أو التفاوض مع الدائنين».
(نعلم اليوم أن الاعتراض لم يؤخذ به. ب ط)
والحل؟ يتابع الطرف: لا حل فالحزب منقسم: قسم يريد «أن ينهش كما يفعل الآخرون منذ ٣٠ سنة… وأكثر، وقسم إيديولوجي يعتقذ أن روسيا ستقصف البنك الدولي أو أن الصين ستهب لنجدة لبنان…».
انتهى الاجتماع ودخل الطرف مع «أكبر الأطراف الحاضرة» في خلوة دامت عشرة دقائق وخرج مبتسما، ليتابع جولته.