- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

البحرين: “انقلاب” رئيس الوزراء

جورج مالبرونو

يتمسك رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بخط متشدد بينما ابن أخيه، الملك حمد، وولي العهد سلمان، معروف عنهما أنهما مع الانفتاح.
صور الشيخ خليفة في كل مكان وبالطبع في الأحياء السنية الراديكالية مثل «محرق» حيث تصاحب الصورة تعليقات من نوع «أونلي يو» (Only you) للتذكير بالمقطع الرومانسي الشهير. بالمقابل فإن عدد صور الشيخ حمد أقل بكثير، ما يجعل من البحرين استثناء في العالم العربي، حيث «إجلال الزعماء» عادة منغرسة. وكأن رئيس الوزراء قد استغل الثورة الشيعية للقيام بانقلاب هادئ.
يقال إن الشيخ خليفة تساءل «من يحكم البحرين؟ بسيوني أم آل خليفة؟» عندما صدر تقرير البسيوني وهيئة التحقيق حول أحداث الثورة، والتي يقال أيضاً إن رئيس الوزراء هو وراء لجم تنفيذ اقتراحاتها. يقول أحد المراقبين الأجانب «لا بد أنه يخاف أن يواجه القضاء». مشاركته في معظم المشاريع التي عرفتها المملكة في السنوات الثلاثين الأخيرة سمحت للشيخ خليفة بتكديس ثروة لا بأس بها من العمولات. وهو منذ سنة وكأنه ينتقم من ابن أخيه الملك حمد، الذي لا يحكم سوى منذ ١٩٩٩. ولكنه يستهدف بشكل خاص ولي العهد المعروف بانفتاحه على التغيير.
ولكن لا يتصرف الشيخ خليفة منفرداً. فهو مدعوم من وراء الكواليس من قبل الأمير نايف، ولي العهد السعودي الجديد، رجل الأمن في المملكة الوهابية والذي يشاطره الشكوك في نوايا الشيعة وإيران. ويقول دبلوماسي غربي «هذا هو مدخل لفهم الأزمة في البحرين». ويشرح بأن نايف، الذي تعرض لأزمة قلبية خفيفة منذ مدة غير بعيدة، كان وراء إرسال القوات السعودية العام الماضي لسحق ثورة شيعة البحرين.
شبه مقاطعة تابعة للسعودية
وعندما اقترحت الأمم المتحدة التوسط في الأزمة، يشرح السعوديون أن الملك عبد الله اتصل شخصياً بالأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ليقول له أن يبقى بعيداً عن هذه الأحداث. ويبتسم مقيم أوروبي في المنامة ويقول «إنها مسألة داخل عائلة واحدة»، قبل أن يضيف «إن البحرين شبه مقاطعة سعودية». إن ثلثي ميزانية الدولة تأتي في الواقع من بيع نفط حقل صفا الذي تنازلت عنه السعودية للبحرين عام ١٩٩٦.
ومن هنا يرى النائب الشيعي السابق، مطر مطر، سبب العلاقات المميزة مع السعودية، ويشرح «لسنا ضد السعودية كما أن إيران لا تشكل خياراً وطرازاً لما نريده من مجتمع»، ويضيف «على السنة أن يتوقفوا عن نعتنا بعملاء إيرانيين». حتى السفارة الأميركية ترفض الأخذ بمقولة المؤامرة الإيرانية. ولكن واشنطن والدول الغربية متهمة بأنها لا تدافع بما فيه الكفاية عن تطلعات الأكثرية الشيعية للحرية. التفسير حسب مطر مطر هو «وجود علاقات ثقافية مع إيران». ويشكو قائلاً «إننا المنسيون في الثورات العربية».
على البحرين أن يختار بين وحدة عائلته أو وحدة شعبه. فالعائلة بالطبع منقسمة انقساماً عميقاً. ويلتف حول رئيس الوزراء المتشددون، وهو استطاع استمالة قائد الجيش ومسؤول البلاط، وهو ما سمح لهم بتحييد المحيطين بالملك وابنه سلمان.
يقول منصور الجمري، رئيس تحرير صحيفة “الوسط”، وهي الصحيفة الوحيدة المقربة من المعارضة، «لا توجد حكومة اليوم في البحرين». ويخشى الجمري، الذي أوقف عن العمل ثلاثة أشهر قبل أن يعاد إلى مركزه، أن يستولي الجيش على السلطة.
وتجد المعارضة الشيعية صعوبة في لجم المتشددين من أعضائها. ويتجاوز بعض المتطرفين مواقف حزب المعارضة الأبرز «الوفاق»، بينما تغرق الأصوات المطالبة بإعادة تفعيل الجسور بين الطرفين، مثل صوت علي فخرور، تحت سيل التحريم واللعنات.

Georges Malbrunot