قطر «تغزو» الفضاء

برلين ــ خاص

غسان أبو حمد

تكشف مجلة «ديرشبيغل» الألمانية، في عددها الأسبوعي الجديد، خفايا مفاوضات ثلاثية، تجري منذ نحو أسبوعين بين قطر وفرنسا وألمانيا، وتهدف إلى دخول قطر شريك ثالث في برامج الفضاء المشتركة بين فرنسا وألمانيا، والمعروفة باسم EADS.
وتشير المجلة الألمانية إلى أن جلسة المفاوضات الأولى كانت مع وزير الاقتصاد الألماني، فيليب روسلر، للبحث في كيفية حلول قطر شريكاً ثالثاً، مكان مصنع «دايملر – بنز» الألماني، وقيمة ما يملكه من أسهم وقرارات في المشروع الألماني-الفرنسي المشترك.
وتجدر الإشارة إلى أن مصنع «مرسيدس – بنز»  أعلن منذ نحو الشهرين رغبته بالتنازل عن نيته بيع أسهمه في المشروع الألماني – الفرنسي المشترك، والبالغة 7,5 بالمئة، والتنازل عن مشاركته في قرارات إدارة المشاريع الفضائية الثنائية بين فرنسا وألمانيا، والبالغة 22,5 بالمئة، من الأصوات في لجنة إدارة المشروع.
وترك قرار مصنع «مرسيدس- بنز» بيع أسهمه وقرارته في إدارة المشروع الفضائي الثنائي بين المانيا وفرنسا، بالإضافة إلى عدم وجود شريك ألماني جاهز للحلول مكانه، كما تقتضي الإتفاقيات الألمانية-الفرنسية، خللاً في توازن الحصص والقرارات بين ألمانيا وفرنسا.
وكانت ألمانيا تصرّ على حلول مساهم ألماني مكان مصنع «دايملر- بنز»  للمحافظة على التوازن في الحصص والقوة في القرارات مع فرنسا، وجرى البحث داخل الحكومة الألمانية عن «شريك ألماني»، أو الاعتماد– عند الضرورة-  على المصرف الاتحادي المركزي. إلا أن وزير الاقتصاد الألماني أصرّ على موقفه داخل الحكومة الألمانية بالتعاون مع قطر، نظراً لمواقفها الحيادية، على اعتبار أن المشاريع الفضائية بين ألمانيا وفرنسا (EADS) لا تهدف فقط إلى صنع طائرات «أيرباص» الجبارة، بل تقوم بتصنيع معدات عسكرية وأمنية متطورة. ويفترض أن يكون الشريك الثالث موضع ثقة ويخطط للمستقبل، وهذا الشرط متوفر في قطر للدخول في مشروع علمي- صناعي على هذه الدرجة من الأهمية لمستقبل الإنسانية، تصل ميزانيته السنوية الى 45,8 مليار يورو، مخصّصة لاكتشاف الفضاء.