بسّام الطيارة
أجبرت الجانحة حاملة وباء كوفيد ١٩ نصف سكان المعمورة على حجر قاس. في لبنان حصل حجر وأوامر حجر طبقت بحذافيرها أو لم تطبق… المهم كان لبنان مثله مثل بقية الدول في مدار التطبيقات الطبية.
يختلف لبنان في وضعه الاجتماعي الفريد. جانحة أم لا فالشعب اللبناني لا يتغير فهو قابع في مستنقع نعراته الطائفية رالمذهبية والطبقية وتتجاذبه قوى الحداثة والتقليد.
إلا أن الطائفية ومجموعة مكونات الكراهية تجعله غير قادر على أي ردة فعل أو حراك مفيد للوطن.
هذا الشعب (أتحدث عن ٩٤ ٪ منهم) فقد ثلثي مدخراته . ترى جماهيره الفساد يختال زهواً من دون أي حياء. أبناء هذا الشعب يستعدون إما للفقر المدقع أو للهجرة. المصارف تمسك بتلابيب هذا الشعب وتنهره صباحاً ومساء … الزبائنية هي قانون حياة اللبنانيين.
مع ذلك لا ثورة ولا حراك …
الجميع أمام شاشات القنوات التلفزيونية أو محدقين في هواتفهم ينقلون ما يشاهدون للمجموعات مرتبطين بها … إرساليات لا تقدم ولا تؤخر ورغم ما يحيطها من هالة الانبهار لفجاعة ما تحمله من أخبار أو حالات … تبقى في النهاية فيديوهات «فشة خلق» سرعان ما تمحوها رسالة تعقبها.
لا ثورة ولا حراك! لماذا؟
السبب هو «الكراهية» وجمود المواقف: كراهية البعض لحزب الله، كراهية الشيعة للسنة والعكس بالغكس، كراهية لسوريا تقابلها كراهية للسعودية، كراهية لإيران تقابلها كراهية للخليج… كراهية الفقير للغني وكراهية. كراهية الشعب للزعماء كل حسب أهواءه كراهية المواطنين للمصارف ركراهية المصارف للقوانين. كراهية من لا يستطيع السفر للمسافرين كراهية المقموعين للنافذين… إلخ…
هذه الكراهيات تشكل لبنة الشعب اللبناني وهي كبلت أيديه وجمدت تفكيره وأدخلته في حلقة دوران على نفسه ومحيطه، والطبقة الحاكمة تنظر لهذا الكم من الكراهية بحنان إذ أنها تشكل أول درع حام لها.
لو تناسى هذا الشعب: سوريا وإيران والسعودية والبطاركة والشيوخ على سبيل المثال وتوجهوا نجو الشترف