- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لماذا ياعلي؟

د. سهيل الزين
ذات يوم وإذا ماعادني الحنين الى شارع الحمراء سأقف كسائح يبحث عن مزار لمهاجر أخير احتار في سفره بين روايتين “لا طريق الى الجنة “وخمسون غراما من الجنة”…ربما هو ايضا خيار أخر بين “السلة والذلة” وهو الذي تربى على صرخات ” هيهات منا الذلة”…هو له تفسيره الخاص ولم يستفتي أحدا وكان ولي امره بين حقين في الحياة والموت الرحيم لنفسه حين قاربهما بمعانيهما الحالية…قدم فتواه الخاصة في التكفيروكان له فقهه الخاص في تفسير الذل وصرخته وفي تفسير خروج ابي ذر الغفاري حين قال
“عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه”…
لا علي لا يريد ان يقتل احدا بسف دموي. سيفه كلمته وجاءت حين ضاق به الذل كصرخة لرفض الانتحار السياسي الذي يتدافع اليه المتناحرون وكأن في الفقر الى الرحمة مكان متسع لكل الفقراء والسيف مشيم والجأش طامن والاعداء كثر …حقبتان من تاريخ الحمراء وشتان ما بين ظروف انتحار خليل حاوي وانتحار علي …هو عطب الذات الجماعية أيضا التي قد تقتل نفسها برمي نفسها على الاخرين حين يصيب العمى السياسيين والناس اجمعين بغير عدل احتكموا اليه ولا امل تركوه بين اخر لحمة لما تبقى من أي معنى للسياسة سواء بالتطهر منها أو بالغوص فيها الى اخر منطقها الحربي التدميري…عندما تصبح السياسة رديفا للذل ولا ينجو منها سوى عبيد شذاذ الأحزاب واشباه المنقذين ومن يشتري طاعة الناس بمال كدسه ترتد الحياة الى زاوية مظلمة من شارع يسقط فيه البشر وتحوم حولهم ذبابات النفايات الفائضة عن اهل القوة الموهومة وهم لا يعلمون انهم بهذا النهج قد دخلوا دهاليز الضعف والانفضاض السياسي الذي سيزيد من ضعفهم…ربما هو من المذنبين شرعا بذهن بعض المؤمنين وهؤلاء لا يعلمون ان بعض الدعوات الى الايمان قد تبقى عمليا أكثر شبها الى تقليل عدد المؤمنين بهم بدل من زيادتهم…حين يكون تفسيره في أيام العسر اكثر عسرا عليهم مما كان يفترض ان يكون يسرا لهم. وربما كان علي قد أراد ان يقول لنا انه لا يزال مؤمنا بعلم واحد ووطن واحد وانه استغفر ربه لوداعه في هذه الظروف على ذنبه بحق نفسه إذا صح الحديث المنسوب الى رسول المسلمين جميعا حين قال” والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم”…