- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«رجاحة العقل» بين القارئ والكاتب

بسّام  الطيارة

يتم تعريف «رجاحة العقل» بأنها اتِّزَانِ وَصَوَابِ وَاكْتِمَالِ لدي من «يحملها». ولكن يمكن أن يتوسع استعمال هذا الوصف ليشمل مقال أو خطة أو موقف … اليوم قرأنا في صحيفة «الأخبار» الصديقة مقالين يتناولا «القدرة على ضرب اسرائيل في العمق».
مقال يحمل تهديداً من قادة حوثيين لاسرائيل التي باتت تناور في البحر الأحمر بالقرب باب المندب بقدرة اليمنيين وتملكها «القدرات الدفاعية في مجال القوة الصاروخية والطيران المسيّر (…) ما يمكّنها من ضرب أهداف حيوية داخل العمق الإسرائيلي».
المقال الثاني يتناول امتلاك المقاومة اللبنانية الممثلة بحزب الله «عشرات الصواريخ الدقيقة» وذلك باعتراف الدولة العبرية بعد مدة طويلة من الانكار. ويرى كاتب التحليل ان اقتناء هذا السلاح «هو عاملٌ مؤثر في تعزيز واقع انكفاء العدو عسكرياً عن لبنان». وبالتالي فإن حصول حزب الله على ترسانة مقاومة من السلاح الدقيق الاصابة والتي تصنّفها اسرائيل خطراً استراتيجياً . حصل رغم مئات الغارات التي شنها جيشها في سوريا، لمنع نقل هذه الصواريخ او مكوناتها الى لبنان. ويبني الكاتب هذا التحليل استنادا لاعتراف اسرائليلي بـ «اثر عميق على صانع القرار في تل ابيب، وخاصة لجهة الانكفاء عن العمل العسكري ضد لبنان».
تأتي هذه التحليلات الراجحة عشية أخبار عن ضربات اسرائيلية مكثفة استهدفت مواقع وتمركزات ومستودعات ذخيرة وأسلحة تابعة للجيش السوري و”حزب الله” اللبناني والقوات الإيرانية منطقة ممتدة من مدينة دير الزور، وصولا إلى الحدود العراقية في بادية البوكمال.وهي ضربات خلفت ما لا يقل عن ٥٧ قتيلاً .
ومنذ سنوات واسرائيل تقصف في سوريا مستودعات مواقع ومستودعات ذخيرة وسلاح بهدف منع طهران من نقل الأسلحة المتقدمة لحزب الله في لبنان وترسيخ قواتها في سوريا وبذلك تبرر الضربات المتلاحقة لشاحنات تتدعي أنها تنقل صواريخ دقيقة لحزب الله في لبنان.
السؤال لماذا ستتردد اسرائيل قبل توجيه ضربة للبنان بسبب امتلاك حزب الله لصواريخ دقيقة الإصابة وصلت عبر سوريا (رغم القصف الاسرائيلي) ولا تتردد بضرب سوريا؟
هل تسمح سوريا بعبور صواريخ دقيقة الإصابة إلى حزب الله لا تمتلكها ؟
لماذا لا ترد سوريا الصاع صاعين في حال امتلكت مثل هذه الصواريخ الدقيقة الإصابة؟
لماذا لا ترسل «تهديد شفهي» مثلما يفعل اليمنيون على الأقل ؟
يبدو أن رجاحة عقل القارئ العربي مستهدفة بشكل مباشر عند قراءة هذه التحليلات المنتاقضة.